السارية والاحتفاء بالتراث
| د. بثينة خليفة قاسم
برنامج السارية الذي قدمه تلفزيون البحرين خلال شهر رمضان يعد من أفضل البرامج التي قدمت على شاشته خلال السنوات الماضية، فقد نال هذا البرنامج بصيغته المسلية اهتمام فئات كثيرة من شعب البحرين وحرص الآلاف من أبناء البحرين وأنا منهم على متابعة جميع حلقاته.
ولا شك أن هناك عوامل عديدة توافرت وكانت وراء هذا النجاح الذي تحقق، وأول العوامل تلك الرعاية الكريمة التي أولاها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة لهذا البرنامج، ما أعطى دفعة كبيرة لكل من قام بدور في إنجاح هذا البرنامج.
صحيح أن برامج المسابقات التي تقدم جوائز عينية ونقدية للجماهير يكون لها نصيب كبير من المتابعة سعيا للفوز، لكن هذا البرنامج بالذات كانت وراءه عناصر نجاح متميزة لا يمكن إنكارها ابتداء من السيدة سلوى بخيت وما تمتلكه من كاريزما جذابة، مرورا بالشابين اللذين قدماه وحققا نجاحا وجذبا كبيرا للمشاهدين نيلة جناحي وحسن محمد وبلاشك صاحب المادة العلمية المتميزة الأستاذ القدير محمد جمال الباحث المتخصص في شؤون التراث.
ومما لا شك فيه أن نجاح الصورة والتصوير ووجود المادة الفيلمية الجيدة المناسبة لمقتضى الحال من أهم أسباب نجاح هذا العمل، وكانت قرية التراث المصدر الأساسي لهذه المادة الجيدة بما وفرته من لقطات نقلت الشباب الذين لم يعيشوا زمن تراث الأجداد إلى ذلك الزمن الجميل لكي يتعرفوا عليه ويحفظوا تاريخ أسلافهم.
ولا شك أن تعريف الشباب بتراث بلدهم وكفاح أجدادهم أمر في غاية الأهمية وكما يقول المثل الشعبي: “اللي ماله أول ماله تالي”، فشكرا لصاحب الفضل سمو الشيخ ناصر بن حمد وشكرا لوزير الإعلام وشكرا للقائمين على تلفزيون البحرين على هذا العمل التلفزيوني الجيد الذي توفرت له كل أسباب النجاح فكانت هذه النتيجة التي شاهدناها.