بلا حدود

تصريح فينغر وواقع أنديتنا المحلية

| علي مجيد

خرج‭ ‬مستشار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬آرسين‭ ‬فينغر‭ ‬بتصريح‭ ‬غاضب‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬حول‭ ‬سياسة‭ ‬المستحوذين‭ ‬على‭ ‬الأندية‭ ‬الفرنسية‭ ‬وطالب‭ ‬بلجنة‭ ‬أخلاقية‭ ‬لتقييم‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬لمعرفة‭ ‬النوايا؛‭ ‬كونه‭ ‬يرى‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬الأندية‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬أشخاص‭ ‬ليسوا‭ ‬بناة‭ ‬حقيقيين‭ ‬لمستقبلها،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬أنتجت‭ ‬مشكلات‭ ‬كبيرة‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬لمس‭ ‬المشجعون‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬ليس‭ ‬بناء‭ ‬فريق‭ ‬عظيم،‭ ‬بل‭ ‬لتحقيق‭ ‬المكاسب‭ ‬المالية‭.‬

دون‭ ‬شك‭ ‬فينغر‭ ‬أطلق‭ ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬علمي‭ ‬رياضي‭ ‬احترافي‭ ‬بحسب‭ ‬حنكته‭ ‬وخبرته‭ ‬رغم‭ ‬الطفرة‭ ‬الكبيرة‭ ‬لحال‭ ‬الكرة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬يواكب‭ ‬حال‭ ‬أنديتنا‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬وللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬حالها‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬إداراتها‭.‬

فأنديتنا‭ ‬بمختلف‭ ‬تقوقعها‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬العليا‭ ‬أو‭ ‬المتوسطة‭ ‬أو‭ ‬السفلى،‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬التنفيذية،‭ ‬ولكن‭ ‬جميعهم‭ ‬غير‭ ‬مستقرين‭ ‬ولا‭ ‬يحققون‭ ‬الأهداف‭ ‬والطموح‭ ‬المطلوبين‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬المالية‭ ‬ولا‭ ‬الفنية،‭ ‬وهذا‭ ‬يعود‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬لافتقارها‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الصحيحة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد،‭ ‬وللمتغيرات‭ ‬والضغوط‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬الكفاءة‭ ‬في‭ ‬العقل‭ ‬والفكر،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لسمتيّ‭ ‬الصبر‭ ‬والهدوء‭ ‬أي‭ ‬عنوان‭ ‬في‭ ‬العمل‭!‬

فمنذ‭ ‬أن‭ ‬وعينا‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الرياضي‭ ‬المحلي،‭ ‬هناك‭ ‬نوعان‭ ‬من‭ ‬الأندية،‭ ‬منها‭ ‬متمرسة‭ ‬في‭ ‬نشء‭ ‬وصقل‭ ‬اللاعبين،‭ ‬ولكن‭ ‬يتم‭ ‬التفريط‭ ‬فيهم‭ ‬بسهولة،‭ ‬كونهم‭ ‬“الإدارة”‭ ‬إما‭ ‬ممن‭ ‬يلهثون‭ ‬وراء‭ ‬المال‭ ‬لـ‭ ‬“ترقيع”‭ ‬الوضع‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬فكر‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تجعلها‭ ‬تسيّر‭ ‬أمورها‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬مكتسابتها‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح،‭ ‬والنوع‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الأندية‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يتلاعب‭ ‬بالساحة‭ ‬كيفما‭ ‬أراد‭ ‬وشاء‭ ‬بالمال‭ ‬فقط‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬أسس‭ ‬صحيحة‭ ‬لبناء‭ ‬قاعدة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تكوينها‭ ‬ودعمها‭ ‬للمستقبل‭.‬

الفرنسي‭ ‬فينغر‭ ‬في‭ ‬ملخص‭ ‬تصريحه‭ ‬طالب‭ ‬بتأسيس‭ ‬لجنة‭ ‬أخلاقية؛‭ ‬لمعرفة‭ ‬النوايا‭ ‬الحقيقية‭ ‬للاشخاص‭ ‬المستحوذين،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬تدمر‭ ‬ثقافة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬بسبب‭ ‬المال،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬أنديتنا،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نريد‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬النوايا‭ ‬ولا‭ ‬زيادة‭ ‬الوضع‭ ‬سوءًا،‭ ‬فإننا‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬ينصلح‭ ‬حال‭ ‬القائمين‭ ‬عليها‭ ‬بتغيير‭ ‬سياستهم‭ ‬التي‭ ‬“أكل‭ ‬الدهر‭ ‬عليها‭ ‬وشرب”‭ ‬ولا‭ ‬تعتبر‭ ‬مثالية،‭ ‬وإلا‭ ‬إننا‭ ‬سنطالب‭ ‬من‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬الرياضة‭ ‬البحرينية‭ ‬بالتدخل‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬نادٍ‭ ‬لمعرفة‭ ‬خططهم‭ ‬وإستراتيجيتهم‭ ‬المراد‭ ‬تنفيذها‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬موسم‭ ‬وما‭ ‬سيجنونه‭ ‬من‭ ‬مكاسب‭ ‬مالية‭ ‬وفنية‭ ‬متوقعة؛‭ ‬حتى‭ ‬نضمن‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬الوضع‭ ‬العملي‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬وترتقي‭ ‬مكانتها‭ ‬بأفعالها‭ ‬وليس‭ ‬أقوالها‭ ‬المتكررة‭.‬

بالتحديد‭..‬

‭-‬    ابتعاد‭ ‬“عراب‭ ‬كرة‭ ‬اليد”‭ ‬محمد‭ ‬طالب‭ ‬والإداري‭ ‬خالد‭ ‬فلامرزي‭ ‬عن‭ ‬يد‭ ‬النجمة،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬خسارة‭ ‬مؤلمة‭ ‬لهذا‭ ‬الكيان،‭ ‬فكلاهما‭ ‬ورغم‭ ‬فارق‭ ‬الخبرة‭ ‬والحنكة‭ ‬بينهما‭ ‬إلا‭ ‬أنهما‭ ‬فعالان‭ ‬ومكملان‭ ‬لبعضهما‭ ‬بعضا‭ ‬بما‭ ‬للكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى،‭ ‬والعمل‭ ‬الجبار‭ ‬والإنجازات‭ ‬الأخيرة‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

‭-‬    بعض‭ ‬الأندية‭ ‬والاتحادات‭ ‬مقبلة‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬أروقتها،‭ ‬وكلنا‭ ‬نأمل‭ ‬وننشد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬مغايرة‭ ‬عن‭ ‬سابقاتها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التغيير‭ ‬والتجديد‭ ‬في‭ ‬الوجوه‭ ‬شرط‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ (‬ذا‭ ‬منفعة‭ ‬عامة‭) ‬وإلا‭ ‬“تيتي‭ ‬تيتي‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬رحتي‭ ‬جيتي”‭!.‬

‭-‬    ليست‭ ‬مشكلتي‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البعض‭ ‬ما‭ ‬أعنيه،‭ ‬فهذه‭ ‬قناعاتي‭ ‬وهذه‭ ‬أفكاري،‭ ‬وهذه‭ ‬كتاباتي‭ ‬بين‭ ‬أيديكم،‭ ‬أكتب‭ ‬ما‭ ‬أشعر‭ ‬به‭ ‬وأقول‭ ‬ما‭ ‬أنا‭ ‬مؤمن‭ ‬به‭..‬‭ ‬للأستاذ‭ ‬والكاتب‭ ‬الرياضي‭ ‬محمد‭ ‬طالب‭.‬