زبدة القول

مشاهد مؤلمة

| د. بثينة خليفة قاسم

شاهدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬والحوادث‭ ‬المؤلمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬وشاهدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدمار‭ ‬والخسارة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتشرد‭ ‬واللجوء‭ ‬جراء‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬اختراق‭ ‬شديد‭ ‬الخطورة،‭ ‬وشاهدت‭ ‬العداء‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬شعوب‭ ‬الأمة‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كورونا‭.‬

لكنني‭ ‬لم‭ ‬أر‭ ‬أكثر‭ ‬إيلاما‭ ‬من‭ ‬مشهدين‭ ‬أحدهما‭ ‬وقع‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬والآخر‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يجري‭ ‬وسوف‭ ‬يظل‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

المشهد‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬احتفال‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بفصيل‭ ‬أو‭ ‬تجمع‭ ‬النجباء‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بمناسبة‭ ‬ما‭ ‬أسموه‭ ‬انتصار‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬خلال‭ ‬حكم‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭... ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬صدام‭ ‬حسين،‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬أخطاؤه‭ ‬فهذا‭ ‬الاحتفال‭ ‬شيء‭ ‬مقزز‭ ‬جدا،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬بشر‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬يحتفلون‭ ‬بانتصار‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬دولتهم‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬درجة‭ ‬رضاهم‭ ‬عن‭ ‬حاكم‭ ‬دولتهم‭.‬

مشهد‭ ‬محبط‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬مدى‭ ‬ولا‭ ‬يزيد‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬تأثيره‭ ‬سوى‭ ‬المشهد‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬نتناوله‭ ‬هنا،‭ ‬وهو‭ ‬مشهد‭ ‬السوريين‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬جلبهم‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خربوها‭ ‬لكي‭ ‬يكملوا‭ ‬خراب‭ ‬ليبيا‭!‬

سوريون‭ ‬عرب‭ ‬أخذوا‭ ‬لكي‭ ‬يقتلوا‭ ‬ليبيين‭ ‬عربا،‭ ‬فيا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الخزي‭ ‬والعار‭!‬

نعرف‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬السوريين‭ ‬ذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬ولكي‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬رواتبهم‭ ‬بالدولار‭ ‬من‭ ‬عوائد‭ ‬الغاز‭ ‬القطري،‭ ‬وأن‭ ‬طائرات‭ ‬أردوغان‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تنقلهم‭ ‬إلى‭ ‬هناك،‭ ‬وأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬مجرد‭ ‬أدوات‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬أردوغان‭ ‬وأعوانه‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬احتلال‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية،‭ ‬لكن‭ ‬المشهد‭ ‬مؤلم‭ ‬لكل‭ ‬ذي‭ ‬قلب‭ ‬يعي‭.‬

وزبدة‭ ‬القول‭: ‬حاكم‭ ‬تركي‭ ‬طامع‭ ‬في‭ ‬الثروات‭ ‬العربية‭ ‬يستخدم‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬ومالا‭ ‬عربيا‭ ‬ومليشيات‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭... ‬إنه‭ ‬مشهد‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭.‬