وزارة التربية تكسب الجولة بجدارة

| عباس العمران

يشهد‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬اليوم‭ ‬تجربة‭ ‬تعليمية‭ ‬فريدة‭ ‬ومختلفة‭ ‬تماما‭ ‬لم‭ ‬نشهد‭ ‬لها‭ ‬مثيلاً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قد‭ ‬فرضتها‭ ‬أحداث‭ ‬فايروس‭ ‬“كوفيد‭- ‬19”‭ ‬ذلك‭ ‬الرعب‭ ‬الصامت‭ ‬الذي‭ ‬باغت‭ ‬العالم‭ ‬وأربك‭ ‬مجرى‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬تأثرت‭ ‬بهذا‭ ‬الحدث‭ ‬المفاجئ‭ ‬هو‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم؛‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬نجد‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬السلك‭ ‬التعليمي‭ ‬قد‭ ‬انتهجوا‭ ‬مبدأ‭ ‬التعلم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬استدراكا‭ ‬لسيرورة‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬وحفاظا‭ ‬على‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬لكل‭ ‬الفئات‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬الأعمار‭.‬

وفي‭ ‬غمرة‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬الاستثنائي،‭ ‬حملت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬أمانة‭ ‬استكمال‭ ‬الدراسة‭ ‬لأبنائنا‭ ‬وبناتنا‭ ‬بكل‭ ‬اقتدار؛‭ ‬فمن‭ ‬جهة‭ ‬نسقت‭ ‬الاجتماعات‭ ‬العاجلة،‭ ‬وهيّأت‭ ‬الخطط‭ ‬الدراسية‭ ‬بجدول‭ ‬زمني‭ ‬دقيق‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬المفاجئة‭ ‬وذلك‭ ‬باعتماد‭ ‬نظام‭ ‬التعلم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭.‬

في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬كسبت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الرهان‭ ‬وأثبتت‭ ‬باستحقاق‭ ‬عالٍ‭ ‬أنها‭ ‬القديرة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدروس‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لجميع‭ ‬الطلبة‭ ‬ومختلف‭ ‬المراحل،‭ ‬وبمستوى‭ ‬احترافي‭ ‬يستحق‭ ‬المدح‭ ‬والإشادة‭. ‬الدروس‭ ‬التدفقية‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬رفدت‭ ‬الوزارة‭ ‬بها‭ ‬البوابة‭ ‬التعليمية‭ ‬كانت‭ ‬متنوعة‭ ‬ووافية‭ ‬والأنشطة‭ ‬الإثرائية‭ ‬تفاعل‭ ‬معها‭ ‬الطلاب‭ ‬بشكلٍ‭ ‬ملحوظ‭ ‬كما‭ ‬أظهرت‭ ‬ذلك‭ ‬الإحصائيات؛‭ ‬لما‭ ‬اتسمت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬احترافي‭ ‬عالٍ‭ ‬وملفت‭.‬

والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬للكادر‭ ‬الوطني‭ ‬نساء‭ ‬ورجالاً‭ ‬بصمة‭ ‬إبداع‭ ‬متقنة‭ ‬وتميزًا‭ ‬وإخلاصًا‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬النواحي؛‭ ‬فجميع‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬البحرين‭ ‬حظيت‭ ‬بنسبة‭ ‬متابعة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الطلبة،‭ ‬وقد‭ ‬حرصتُ‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬جل‭ ‬الحصص‭ ‬التي‭ ‬شعرتُ‭ ‬معها‭ ‬بفخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬كبيرين‭ ‬لقاء‭ ‬المستوى‭ ‬البارع‭ ‬الذي‭ ‬أظهره‭ ‬هذا‭ ‬الكادر‭ ‬التعليمي‭ ‬المتميز،‭ ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬التقدم‭ ‬بالشكر‭ ‬للجنود‭ ‬المجهولين‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس‭ ‬لتفانيهم‭ ‬في‭ ‬تجهيز‭ ‬الاستوديوهات‭ ‬الخاصة‭ ‬بعرض‭ ‬الدروس‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭ .‬

إن‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬التربوي‭ ‬وحدهم‭ ‬يعرفون‭ ‬مقدار‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬العمل؛‭ ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬ظرف‭ ‬استثنائي‭ ‬قاهر‭ ‬نزل‭ ‬فجأة‭ ‬وفاق‭ ‬التوقعات‭ ‬كانت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬تحدٍ‭ ‬مع‭ ‬الظرف‭ ‬حتى‭ ‬استطاعت‭ ‬التفوق‭ ‬على‭ ‬الصعوبات‭ ‬بكل‭ ‬اقتدار‭. ‬ودورنا‭ ‬اليوم‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬شكرا‭ ‬للوزير‭ ‬الدكتور‭ ‬ماجد‭ ‬النعيمي‭ ‬ووكيل‭ ‬الوزارة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬مبارك‭ ‬وجميع‭ ‬أسرة‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الباهر‭.‬