سوالف

نظام الحمدين سيبقى مثل الدفاتر القديمة

| أسامة الماجد

انقضت‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬كاملة‭ ‬على‭ ‬إعلان‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأربع‭ ‬الداعية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬“السعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬ومصر”‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭ ‬مع‭ ‬قطر،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬2017،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬اللغة‭ ‬القطرية‭ ‬المعروفة‭ ‬وهي‭ ‬دعم‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬وزعزعة‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الدول،‭ ‬وقد‭ ‬عانت‭ ‬البحرين‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الحمدين‭ ‬كونه‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإرهابية‭ ‬المسلحة‭ ‬وتمويل‭ ‬الجماعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإيران‭ ‬للقيام‭ ‬بالتخريب‭ ‬ونشر‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬صارخ‭ ‬لكل‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمواثيق‭ ‬ومبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬مراعاة‭ ‬لقيم‭ ‬أو‭ ‬قانون‭ ‬أو‭ ‬أخلاق‭ ‬أو‭ ‬اعتبار‭ ‬لمبادئ‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬أو‭ ‬التزام‭ ‬بثوابت‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬والتنكر‭ ‬لجميع‭ ‬التعهدات‭ ‬السابقة‭. ‬

ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬شر‭ ‬نظام‭ ‬الحمدين‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تعداه‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬شقيقة‭ ‬اكتشفت‭ ‬النهج‭ ‬الكلي‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬الرجعي‭ ‬ونواياه‭ ‬حول‭ ‬إبادة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عربي‭ ‬وخليجي،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬اللازم‭ ‬التصدي‭ ‬له‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وحزم‭ ‬ووضع‭ ‬رجله‭ ‬مقلوبة‭ ‬فوق‭ ‬رأسه،‭ ‬لأنه‭ ‬تمادى‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬استهداف‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭ ‬بالعدوان‭ ‬والتآمر،‭ ‬ولم‭ ‬تنفع‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬لثنيه‭ ‬عن‭ ‬مخططاته‭ ‬ودعمه‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬الشعارات‭ ‬والبرامج‭ ‬التخريبية،‭ ‬بل‭ ‬مازال‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬يعيش‭ ‬الانحرافات‭ ‬وانخرط‭ ‬في‭ ‬صلح‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الديكتاتوري‭ ‬الإرهابي‭ ‬والأتراك‭ ‬مستقويا‭ ‬بهما‭ ‬على‭ ‬العروبة‭ ‬والإسلام‭.‬

إن‭ ‬تطرف‭ ‬نظام‭ ‬الحمدين‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬آخر،‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬لمناقشة‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬معه،‭ ‬فهو‭ ‬نظام‭ ‬مريض‭ ‬متعجرف‭ ‬ويعشق‭ ‬لعب‭ ‬الأدوار‭ ‬السلبية‭ ‬وزيادة‭ ‬أرباح‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والمضحك‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أنه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬خطابات‭ ‬إعلامية‭ ‬وسياسية‭ ‬متناقضة‭ ‬ليصدح‭ ‬بها‭ ‬أمام‭ ‬العالم،‭ ‬خطاب‭ ‬موجه‭ ‬للخارج‭ ‬يشتكي‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬الحصار‭ ‬المزعوم‭ ‬وإيقاع‭ ‬المظلومية،‭ ‬وخطاب‭ ‬آخر‭ ‬موجه‭ ‬للداخل‭ ‬ويتحدث‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬انتصارات‭ ‬وإنجازات‭ ‬وهمية،‭ ‬والسير‭ ‬على‭ ‬أرصفة‭ ‬مكسوة‭ ‬بالثرثرة‭ ‬والهراء‭. ‬

نظام‭ ‬الحمدين‭ ‬سيبقى‭ ‬مثل‭ ‬الدفاتر‭ ‬القديمة،‭ ‬ولن‭ ‬تعتدل‭ ‬خطواته،‭ ‬لأنه‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬الركض‭ ‬خلف‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬والبذخ‭ ‬على‭ ‬مهرجانات‭ ‬التخريب‭.‬