سوالف

نقف أمام تحديات يمتحن فيها وجودنا ومستقبلنا

| أسامة الماجد

قد‭ ‬تكون‭ ‬محنة‭ ‬وأزمة‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬قد‭ ‬أخرجت‭ ‬للوجود‭ ‬طريقة‭ ‬جديدة‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬جدا،‭ ‬وتحطيم‭ ‬القيود‭ ‬التي‭ ‬تقيد‭ ‬الانطلاقة‭ ‬البناءة،‭ ‬وخلال‭ ‬استقبال‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬بقصر‭ ‬سموه‭ ‬بالرفاع،‭ ‬نواب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وكبار‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬الكريمة‭ ‬والحكومة‭ ‬والمسؤولين‭ ‬بديوان‭ ‬سموه،‭ ‬عبر‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ (‬عن‭ ‬خالص‭ ‬التمنيات‭ ‬بأن‭ ‬تستعيد‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬مسار‭ ‬حياتها‭ ‬الطبيعية،‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬محنة‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬منحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التقارب‭ ‬والتعاون‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬لتعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬والنماء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭).‬

جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تسير‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬فاصل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الميادين،‭ ‬حيث‭ ‬أثرت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬مجرى‭ ‬شؤون‭ ‬الحياة‭ ‬بإيقاع‭ ‬متلاحق‭ ‬سريع،‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬فوضى‭ ‬عارمة،‭ ‬وشهدت‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬انكماشا‭ ‬حادا‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والبناء‭ ‬والتعمير،‭ ‬لهذا‭ ‬كانت‭ ‬روح‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬واضحة،‭ ‬وكان‭ ‬العمل‭ ‬المخلص‭ ‬الجاد‭ ‬عنوان‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬فالشعوب‭ ‬تريد‭ ‬لأنفسها‭ ‬حياة‭ ‬أنعم‭ ‬وحركة‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬وموضعا‭ ‬أفضل،‭ ‬والوقوف‭ ‬أمام‭ ‬التحديات‭ ‬بقوة‭ ‬وثبات‭.‬

قد‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬نمر‭ ‬بها‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬المراحل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬عالمنا‭ ‬الطويل،‭ ‬إذ‭ ‬نقف‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬يمتحن‭ ‬فيها‭ ‬وجودنا‭ ‬ومستقبلنا،‭ ‬كما‭ ‬تمتحن‭ ‬مقاومتنا‭ ‬وتعاوننا‭ ‬وتقاربنا‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬ذلك‭ ‬سيدي‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نحشد‭ ‬لذلك‭ ‬كله‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬طاقاتنا‭ ‬كشعوب‭ ‬وأن‭ ‬نعبئ‭ ‬الجهد‭ ‬والقدرة،‭ ‬وأن‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬نحسن‭ ‬استخدامها‭ ‬والإفادة‭ ‬منها‭.‬

بإمكان‭ ‬التقارب‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬أن‭ ‬يطلق‭ ‬الضوء‭ ‬من‭ ‬الدياجير‭ ‬ويبعث‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬الركام‭ ‬والأطلال،‭ ‬وكل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬كان‭ ‬يدرك‭ ‬أعمق‭ ‬الإدراك‭ ‬مدى‭ ‬جسامة‭ ‬الدور‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتقه،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬منطقي‭ ‬لمسألة‭ ‬التباعد‭ ‬وتراخي‭ ‬قوة‭ ‬الدفع‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭ ‬لجميع‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭.‬