ريشة في الهواء

“القائد يبان وقت الصعاب”

| أحمد جمعة

القيادة‭ ‬ليست‭ ‬حكما‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬صنع‭ ‬معجزات‭ ‬وتحقيق‭ ‬مكاسب،‭ ‬وحفظ‭ ‬منجزات‭ ‬خصوصا‭ ‬بوقت‭ ‬الأزمات‭.. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬قواعد‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬وقوة‭ ‬العزيمة‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬بقوة‭.‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬سالمًا‭ ‬غانمًا‭ ‬معافى،‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬دائمة‭ ‬بالوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬كان‭ ‬همه‭ ‬الأوحد‭ ‬وذهنه‭ ‬وعقله‭ ‬وكل‭ ‬جوارحه‭ ‬متجهة‭ ‬للناس‭ ‬وقضاياهم‭ ‬ومشكلاتهم،‭ ‬وظل‭ ‬على‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬الجميع،‭ ‬ومتابعا‭ ‬لشؤون‭ ‬الوطن،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بمثابة‭ ‬نبراس‭ ‬ضوء‭ ‬ساطع‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬البلد‭ ‬يذكي‭ ‬ويلهم‭ ‬الجميع‭ ‬للعمل‭ ‬والعطاء‭ ‬بتحفيز‭ ‬من‭ ‬حبهِ‭ ‬الدائم‭ ‬لأبنائه،‭ ‬جرى‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬خارج‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬يتلقى‭ ‬العلاج‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر،‭ ‬وحين‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن،‭ ‬لم‭ ‬يهدأ‭ ‬له‭ ‬بال،‭ ‬إذ‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬حل‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬احتضنت‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬الصغيرة‭ ‬العظيمة‭ ‬الوفية،‭ ‬حتى‭ ‬باشر‭ ‬سموه‭ ‬العمل‭ ‬وشهدنا‭ ‬منذ‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬الساعة‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬والقرارات‭ ‬والتدابير‭ ‬المتوالية،‭ ‬وهي‭ ‬تصب‭ ‬جميعها‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬خلفها‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬ونتائجه‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المرافق‭ ‬والمجالات‭.‬

فمنذ‭ ‬وصول‭ ‬سموه،‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬يتخذ‭ ‬التدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬والإنقاذية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬والمال‭ ‬ومصلحة‭ ‬المواطن،‭ ‬وقد‭ ‬تركز‭ ‬اهتمامه‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬السبل‭ ‬لسير‭ ‬الحياة‭ ‬طبيعية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬وسير‭ ‬الأعمال‭ ‬وتوزيع‭ ‬السكن‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬وتعويض‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬الوباء‭ ‬حتى‭ ‬بدت‭ ‬البحرين‭ ‬بفضل‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬والرعاية‭ ‬بحالة‭ ‬طبيعية‭ ‬وكأن‭ ‬شيئا‭ ‬لم‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬نظامها‭ ‬العام‭ ‬وفي‭ ‬مجرى‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭.‬

الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ومنها‭ ‬الغنية،‭ ‬عانت‭ ‬الكثير‭ ‬وتعرض‭ ‬فيها‭ ‬المواطن‭ ‬للضغوطات‭ ‬ونقص‭ ‬الغذاء‭ ‬وأزمة‭ ‬العلاج،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬دولا‭ ‬كبيرة‭ ‬تقلصت‭ ‬مرافقها‭ ‬للحد‭ ‬الأدنى‭ ‬رغم‭ ‬إمكانياتها‭ ‬الهائلة،‭ ‬فأزمة‭ ‬الوباء‭ ‬وما‭ ‬خلفه‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬ضربت‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬عمقه‭ ‬وعطلت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬الدول،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يتأمل‭ ‬ويراقب‭ ‬وضع‭ ‬البلاد‭ ‬سيرى‭ ‬الأمور‭ ‬طيبة‭ ‬والمواطن‭ ‬لم‭ ‬يتعرض‭ ‬لأي‭ ‬أذى‭ ‬في‭ ‬طعامه‭ ‬ودوائه‭ ‬وراتبه‭ ‬وكل‭ ‬مكاسبه‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬له‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬المنصرمة،‭ ‬حيث‭ ‬ظلت‭ ‬هذه‭ ‬المكاسب‭ ‬ثابتة‭ ‬واستمرت‭ ‬الخدمات‭ ‬وحتى‭ ‬أعمال‭ ‬ومشاريع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لم‭ ‬تتأثر،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬نهضت‭ ‬عليها‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬العصرية‭ ‬التي‭ ‬وضع‭ ‬قواعدها‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر‭.‬

إن‭ ‬قيادة‭ ‬الأمة‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬حمايتها‭ ‬ورعايتها‭ ‬وحفظ‭ ‬مكاسبها‭ ‬وصيانة‭ ‬منجزاتها‭ ‬وهذه‭ ‬السياسة‭ ‬أعظم‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬الحكم‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحكام‭ ‬الذين‭ ‬يحكمون‭ ‬فقط‭. ‬إن‭ ‬القائد‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬رمز‭ ‬للأمة‭ ‬وحافظ‭ ‬لكيانها‭ ‬وقيم‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬شعبها،‭ ‬وهذه‭ ‬السمات‭ ‬كلها‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬اتسمت‭ ‬به‭ ‬قيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬منذ‭ ‬تولى‭ ‬المسؤولية‭ ‬ووضع‭ ‬أسس‭ ‬نهضة‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬فحفظها‭ ‬من‭ ‬الشرور‭ ‬وأنقذها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأزمات‭ ‬وصانها‭ ‬وصان‭ ‬حياة‭ ‬شعبها،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬القائد‭ ‬الرمز‭.‬

 

تنويرة‭:

‬لو‭ ‬اختلفت‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬واتفقت‭ ‬مع‭ ‬نفسك‭ ‬فأنت‭ ‬الرابح‭.‬