أنسنة

النواب... بين تعديل الدستور والبحرنة

| رجاء مرهون

أنهى‭ ‬النواب‭ ‬والشوريون‭ ‬7‭ ‬أشهر‭ ‬متصلة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الموزع‭ ‬بين‭ ‬اللجان‭ ‬والجلسات‭ ‬العامة،‭ ‬ودخلوا‭ ‬في‭ ‬إجازة‭ ‬تشريعية‭ ‬تستمر‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬‮٤‬‭ ‬أشهر،‭ ‬وخلال‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬لعبت‭ ‬الصحافة‭ ‬دورا‭ ‬ناقلا‭ ‬وفاحصا‭ ‬وناقدا‭ ‬ومؤثرا‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬البرلمانية،‭ ‬وأود‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أنوه‭ ‬للتأثير‭ ‬الإيجابي‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬تغطيات‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬في‭ ‬إيقاع‭ ‬الجلسات‭ ‬برصدها‭ ‬وتوثيقها‭ ‬حالات‭ ‬الغياب‭ ‬والصمت‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬السطور،‭ ‬سأتناول‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬خلال‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬مغايرة‭ ‬وفي‭ ‬جوانبها‭ ‬المضيئة‭ ‬فقط،‭ ‬فما‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬البرلمانيون‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة؟

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬أفضل‭ ‬تشريع‭ ‬قدم‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬المنصرم‭ ‬هو‭ ‬الاقتراح‭ ‬بقانون‭ ‬لتعديل‭ ‬الدستور‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬ويثبت‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬المجانية‭ ‬لجميع‭ ‬البحرينيين،‭ ‬والذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬النائب‭ ‬محمود‭ ‬البحراني‭ ‬وتضامن‭ ‬معه‭ ‬‮١٤‬‭ ‬نائبا‭. ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬دققنا‭ ‬في‭ ‬نصوص‭ ‬المقترح،‭ ‬سنجد‭ ‬أن‭ ‬التعديل‭ ‬التشريعي‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬إضافة‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬وهي‭ ‬كلمة‭ ‬“مجانية”،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تأثيراته‭ - ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أقر‭ - ‬ستمس‭ ‬حياة‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭.‬

نعم،‭ ‬إن‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬الأساسية‭ ‬تتوافر‭ ‬الآن‭ ‬بشكل‭ ‬مجاني‭ ‬أمام‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬المرافق‭ ‬الصحية‭ ‬الحكومية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬قد‭ ‬يتغير‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬الضمان‭ ‬الصحي،‭ ‬والذي‭ ‬سيستحدث‭ ‬نظام‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬التذكير‭ ‬بأن‭ ‬نظام‭ ‬الضمان‭ ‬الصحي‭ ‬تضمن‭ ‬في‭ ‬نسخة‭ ‬مشروعه‭ ‬الأولى‭ ‬رسوما‭ ‬على‭ ‬الأدوية‭ ‬الأخرى،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬أزيلت‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬بعد‭ ‬ضغط‭ ‬نيابي‭.‬

وأما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجانب‭ ‬الرقابي،‭ ‬فإن‭ ‬نتائج‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬البحرنة‭ ‬وما‭ ‬تبعها‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬لاستجواب‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬يعد‭ ‬المنجز‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭. ‬إن‭ ‬الإنصاف‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬الحراك‭ ‬النيابي‭ ‬يفرض‭ ‬علينا‭ ‬أيضا‭ ‬تقدير‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬النائب‭ ‬إبراهيم‭ ‬النفيعي‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬البحرنة،‭ ‬والذي‭ ‬مازال‭ ‬يسعى‭ ‬جاهدا‭ ‬لتفعيل‭ ‬توصيات‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬والتحرك‭ ‬نحو‭ ‬استجواب‭ ‬الوزراء‭ ‬المقصرين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الحيوية‭. ‬ونأمل‭ ‬من‭ ‬النفيعي‭ ‬وباقي‭ ‬النواب‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الذي‭ ‬ستتعاظم‭ ‬أهميته‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬مع‭ ‬انعكاسات‭ ‬وتبعات‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭.‬