رسائل عناية ورعاية قبل وبعد الجائحة من أمير الضمير

| عادل عيسى المرزوق

يستمر‭ ‬نبض‭ ‬العطاء‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وتبقى‭ ‬عنايته‭ ‬ورعايته‭ ‬لأرضه‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬المتتبعين‭ ‬لفلسفته‭ ‬الإنسانية‭ ‬الملهمة‭ ‬والدافعة‭ ‬للتفاؤل‭ ‬والأمل،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬الفرق‭ ‬والتمييز‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬وقاطنين‭ ‬محبين‭ ‬لها،‭ ‬بل‭ ‬عرفت‭ ‬شيئًا‭ ‬واحدًا‭ ‬مخطوطًا‭ ‬برسائل‭ ‬حب‭ ‬الضمير‭ ‬الذي‭ ‬يحيي‭ ‬القلوب‭ ‬ويمدها‭ ‬بالروح‭ ‬لتنمو‭ ‬سعيدة‭ ‬متعايشة‭ ‬ومتسامحة‭ ‬ومتحابة‭.‬

‭ ‬فخلال‭ ‬لقاء‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬بنواب‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وكبار‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬والحكومة‭ ‬والمسؤولين‭ ‬في‭ ‬ديوانه‭ ‬لتبادل‭ ‬التهاني‭ ‬بعيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك،‭ ‬انطلقت‭ ‬رسائل‭ ‬قيادية‭ ‬مخطوطة‭ ‬بالروح‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬سموه‭ ‬الكريم،‭ ‬مظهرًا‭ ‬بمحبة‭ ‬خالصة‭ ‬ووفاء‭ ‬تهانيه‭ ‬بالعيد‭ ‬السعيد‭ ‬للشعب‭ ‬البحريني‭ ‬المخلص‭ ‬الوفي،‭ ‬وتقديره‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ضرب‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة‭ ‬من‭ ‬التضحيات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الوباء‭ ‬العالمي‭.‬

‭ ‬وأعظم‭ ‬رسالة‭ ‬إنسانية‭ ‬كونية‭ ‬أطلقها‭ ‬سموه‭ ‬خلال‭ ‬اللقاء‭ ‬موجهة‭ ‬لدول‭ ‬العالم؛‭ ‬مفادها‭ ‬استغلال‭ ‬الظرف‭ ‬الوبائي‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬التقارب‭ ‬والتعاون‭ ‬بينها‭ ‬لتخطي‭ ‬محنة‭ ‬الجائحة‭ ‬وتداعياتها‭ ‬المؤلمة،‭ ‬وفيها‭ ‬تمثلت‭ ‬أروع‭ ‬معاني‭ ‬الرعاية‭ ‬والعناية‭ ‬الحقوقية‭ ‬المفقودة‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬المواجهة‭ ‬للوباء‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬العالم،‭ ‬وكانت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العلم‭ ‬المرفرف‭ ‬بنسائم‭ ‬الترابط‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب،‭ ‬التي‭ ‬شهد‭ ‬لها‭ ‬العالم‭ ‬بالإنسانية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الوباء‭ ‬والأثر‭ ‬الذي‭ ‬تستمد‭ ‬منه‭ ‬الأيادي‭ ‬القيادية‭ ‬حركتها‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬أفاض‭ ‬عليها‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬نبع‭ ‬مياهه‭ ‬العذبة‭ ‬النقية‭. ‬

وتكليف‭ ‬لجان‭ ‬وزارية‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الترتيبات‭ ‬والإجراءات‭ ‬والخطط‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬جائحة‭ ‬الكورونا‭ ‬المستجد‭ ‬الذي‭ ‬اعتمدها‭ ‬وبثقة‭ ‬قيادية‭ ‬عالية‭ ‬سموه‭ ‬الكريم،‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬رسائله‭ ‬وتوجيهاته‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتوقف؛‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬ذكاء‭ ‬استراتيجي‭ ‬وحكمة‭ ‬متعمقة،‭ ‬وهو‭ ‬امتحان‭ ‬صعب‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أُعْطِيَ‭ ‬الثقة‭ ‬لإثبات‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬فكر‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬وتمسك‭ ‬سموه‭ ‬باستدامة‭ ‬المكتسبات‭ ‬العظيمة‭ ‬الزاخرة‭ ‬بالمنجزات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعملية،‭ ‬والتي‭ ‬نمت‭ ‬وتجذرت‭ ‬وامتدت‭ ‬عبر‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬الزاهر‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العزيزة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادته‭ ‬الكريمة،‭ ‬وبما‭ ‬أضاف‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬إنسانية‭ ‬موزونة‭ ‬بميزان‭ ‬الضمير‭ ‬الحي‭.‬

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬اللجان‭ ‬كخلية‭ ‬نحل‭ ‬وفي‭ ‬حركة‭ ‬دائمة‭ ‬لمواكبة‭ ‬فكر‭ ‬سموه‭ ‬التنويري‭ ‬والاستراتيجي‭ ‬الذكي‭ ‬في‭ ‬تتبع‭ ‬ودعم‭ ‬مسيرته‭ ‬القيادية‭ ‬الريادية،‭ ‬وسيطغى‭ ‬عليها‭ ‬الطابع‭ ‬التخطيطي‭ ‬والتنفيذي‭ ‬والرقابي‭ ‬والتقييمي‭ ‬والتصحيحي‭ ‬والتطويري‭ ‬المستمر‭ ‬للإنجازات‭ ‬وبشكل‭ ‬دوري،‭ ‬فهذا‭ ‬ديدن‭ ‬العاملين‭ ‬بحرفية‭ ‬ودقة‭ ‬المبنية‭ ‬خططهم‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المرتبط‭ ‬بالإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬المتجدد‭!‬

فالوضع‭ ‬المستقبلي‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬كالذي‭ ‬قبله‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬خارج‭ ‬التوقعات،‭ ‬وفيه‭ ‬من‭ ‬التسارع‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الذكاء‭ ‬الرقمي‭ ‬مما‭ ‬يحتاج‭ ‬للوعي‭ ‬والفطنة‭ ‬والمتابعة‭ ‬وتوافر‭ ‬ذكاء‭ ‬ثلاثي‭ ‬هجين؛‭ ‬متبلور‭ ‬وحاد‭ ‬وعاطفي‭. ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬التنموية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬ستدخل‭ ‬مراحل‭ ‬مختلفة،‭ ‬في‭ ‬احتياجها‭ ‬“لثلاث‭ ‬ضرورات”‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تنفيذ‭ ‬التوجيهات‭ ‬الأميرية‭ ‬الذكية؛‭ ‬وتكمن‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬تنموية‭ ‬علمية‭ ‬وبحثية‭ ‬مستدامة‭ ‬مسايرة‭ ‬لضرورة‭ ‬تكتيكية‭ ‬سريعة‭ ‬ورشيقة‭ ‬وموزونة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬المرحلية،‭ ‬وتعمل‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬حتى‭ ‬تستقر‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬بسط‭ ‬متطلبات‭ ‬الضرورة‭ ‬التنظيمية‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭.‬

فالضرورات‭ ‬الثلاث‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الثلاثي‭ ‬تحتاج‭ ‬لتطبيق‭ ‬منهجيات‭ ‬ديناميكية‭ ‬متعددة‭ ‬لقواعد‭ ‬النجاح،‭ ‬والسعي‭ ‬لتطبيقها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬والتنموية‭ ‬وتحت‭ ‬نظر‭ ‬اللجان‭ ‬الوزارية،‭ ‬بمعني‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬منصات‭ ‬ذكية‭ ‬رقمية‭ ‬حية‭ ‬توجه‭ ‬وتراقب‭ ‬وتحلل‭ ‬تطبيق‭ ‬منهجيات‭ ‬قواعد‭ ‬النجاح‭.‬

والرسالة‭ ‬الأجمل‭ ‬والأعظم‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬ويسعد‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وندعو‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يديمها‭ ‬عليه‭ ‬أعوامًا‭ ‬مديدة،‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬النظرة‭ ‬الأبوية‭ ‬الحانية‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬المرهف‭ ‬عليه،‭ ‬والتي‭ ‬ارتبطت‭ ‬ببسط‭ ‬يده‭ ‬الكريمة،‭ ‬فبقيت‭ ‬مرفوعة‭ ‬تعطي‭ ‬بسخاء‭ ‬وتوجه‭ ‬بولاء‭ ‬وتخط‭ ‬رسائل‭ ‬إنسانية‭ ‬بذكاء‭.‬