كانت للعيد فرحة

| غدير الطيار

نعم‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬موعد‭ ‬للفرحة‭ ‬معنا،‭ ‬حيث‭ ‬التفاؤل‭ ‬بكل‭ ‬جميل،‭ ‬فها‭ ‬هي‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬الصيام‭ ‬انتهت‭ ‬وأقبل‭ ‬علينا‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك،‭ ‬وقد‭ ‬أتى‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬كي‭ ‬يدخل‭ ‬السعادة‭ ‬إلى‭ ‬قلوب‭ ‬المسلمين‭ ‬بعد‭ ‬أدائهم‭ ‬فرائض‭ ‬الله،‭ ‬واجتهادهم‭ ‬في‭ ‬الصيام،‭ ‬ليدل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الفرح‭ ‬يلي‭ ‬التعب،‭ ‬وأن‭ ‬العيد‭ ‬جائزة‭ ‬العابدين‭ ‬في‭ ‬الآخرة،‭ ‬وكان‭ ‬عيد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مختلفا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬الأعياد‭ ‬السابقة‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬أصابت‭ ‬العالم‭ ‬وهي‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وللخروج‭ ‬منها‭ ‬يجب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هدوء‭ ‬النفس‭ ‬والتفكير‭ ‬بعقلانية،‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬لذلك‭.‬

ينبغي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تمر‭ ‬أيام‭ ‬العيد‭ ‬دون‭ ‬فرح،‭ ‬لنسعد‭ ‬ونبتهج‭ ‬بهذا‭ ‬العيد‭ ‬وندعو‭ ‬الله‭ ‬ونتقرب‭ ‬منه‭ ‬بأن‭ ‬يحفظنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكروه‭ ‬ودولنا،‭ ‬وأن‭ ‬نكبر‭ ‬ونهلل‭ ‬لقوله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ (‬ولتكملوا‭ ‬العدة‭ ‬ولتكبروا‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هداكم‭ ‬ولعلكم‭ ‬تشكرون‭)‬،‭ ‬نعم‭ ‬كبر‭ ‬المسلمون‭ ‬ربهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬تعظيماً‭ ‬وشكراً‭ ‬لله‭ ‬الذي‭ ‬هداهم‭ ‬للدين،‭ ‬وبلّغهم‭ ‬هذا‭ ‬الشهر،‭ ‬وأكمل‭ ‬لهم‭ ‬العدة،‭ ‬ووفقهم‭ ‬لأداء‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬صوم،‭ ‬وكذلك‭ ‬كان‭ ‬إظهار‭ ‬الفرح‭ ‬والسرور‭ ‬والتهنئة‭ ‬بالعيد،‭ ‬وهناك‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬لعمل‭ ‬الخير،‭ ‬فمهما‭ ‬كبرنا،‭ ‬ومهما‭ ‬تعدّدت‭ ‬وكثرت‭ ‬مشاغلنا،‭ ‬وأخذتنا‭ ‬وباعدت‭ ‬بيننا‭ ‬الأيام‭ ‬والليالي،‭ ‬سيظلّ‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬رمزاً‭ ‬للفرح،‭ ‬وشاهداً‭ ‬على‭ ‬عبادة‭ ‬أروع‭ ‬الشهور‭ ‬وأكرمها،‭ ‬وختام‭ ‬المسك‭ ‬والعنبر‭ ‬لشهر‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬ففي‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬آلاف‭ ‬العبر‭ ‬والحكم‭ ‬والمواعظ،‭ ‬وفيه‭ ‬من‭ ‬الروعة‭ ‬والسحر‭ ‬ما‭ ‬يتركنا‭ ‬شاكرين‭ ‬لعظمة‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه،‭ ‬لنطلب‭ ‬منه‭ ‬وندعوه‭ ‬أن‭ ‬يديم‭ ‬علينا‭ ‬العيد‭ ‬ويعيده‭ ‬أعواماً‭ ‬عديدة،‭ ‬ولا‭ ‬يحرمنا‭ ‬الأجر‭ ‬والثواب‭ ‬والفرح‭ ‬به،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يموت‭ ‬الانتظار‭ ‬الطفولي‭ ‬ولهفتنا‭ ‬له‭.‬

نداء‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬وبعد‭ ‬تلك‭ ‬الأحوال‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بنا‭ ‬علينا‭ ‬بالكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬فهي‭ ‬أجمل‭ ‬الهدايا‭ ‬وأقلّها‭ ‬سعراً،‭ ‬الكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬ليست‭ ‬سهماً،‭ ‬لكنها‭ ‬تخرق‭ ‬القلب‭.‬

 

ختاما‭ ‬اللهم‭ ‬احفظ‭ ‬دولنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكروه‭ ‬وحقق‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لها،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والجميع‭ ‬بخير‭ ‬ونكرر‭ ‬“دمت‭ ‬يا‭ ‬خليجنا‭ ‬شامخا”‭.‬