لمحات

لقب الفنان!

| د.علي الصايغ

لعلني‭ ‬تناولت‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬بشكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬سابق،‭ ‬لكن‭ ‬اليوم،‭ ‬ومع‭ ‬الكم‭ ‬الكبير‭ ‬ممن‭ ‬يفترضون‭ ‬انتماءهم‭ ‬للوسط‭ ‬الفني،‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬حضورهم‭ ‬بات‭ ‬مستفزاً،‭ ‬بسبب‭ ‬بعض‭ ‬المسببات‭ ‬غير‭ ‬الفنية،‭ ‬وغير‭ ‬الواعية‭ ‬والملائمة‭ ‬بين‭ ‬القول‭ ‬والفعل،‭ ‬فيوصفون‭ ‬جزافاً‭ ‬بالفنانين،‭ ‬والفن‭ ‬بريء‭ ‬منهم‭!‬

هناك‭ ‬مسببات‭ ‬كثيرة‭ - ‬يعلمها‭ ‬الله‭ - ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الفرد‭ ‬مشهوراً،‭ ‬وليس‭ ‬كل‭ ‬مشهور‭ ‬فنان،‭ ‬وليس‭ ‬كل‭ ‬فنان‭ ‬مشهور،‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المعادلة‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نفهمها،‭ ‬عندما‭ ‬نتجرأ،‭ ‬ونطلق‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬نعرفه،‭ ‬أو‭ ‬يعرفه‭ ‬الكثيرون،‭ ‬لقب‭ ‬الفنان‭! ‬وهنا‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أطرح‭ ‬تساؤلاً،‭ ‬هل‭ ‬كل‭ ‬الممثلين‭ ‬لديهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تقمص‭ ‬الشخصيات‭ ‬والتفنن‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬كونه‭ ‬واقعاً‭ ‬في‭ ‬أحايين‭ ‬كثيرة،‭ ‬ويؤمنون‭ ‬برسالاتهم،‭ ‬وملتزمون‭ ‬بأدائها،‭ ‬وهدفهم‭ ‬السامي‭ ‬إرادة‭ ‬الخير‭ ‬للمجتمعات؟‭!‬

بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬اللقب‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬فإن‭ ‬الصناع‭ ‬ومن‭ ‬معهم‭ ‬بكل‭ ‬أفكارهم‭ ‬ومعتقداتهم‭ ‬ونواياهم‭ ‬وأهدافهم،‭ ‬هم‭ ‬المسؤولون‭ ‬الرئيسيون‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬الذائقة‭ ‬العامة‭ ‬للجمهور،‭ ‬وعليه‭ ‬فإنه‭ ‬كلما‭ ‬ارتفع‭ ‬مستوى‭ ‬الأعمال‭ ‬المقدمة‭ ‬فنياً،‭ ‬اكتسب‭ ‬الجمهور‭ ‬مستوى‭ ‬أرفع‭ ‬من‭ ‬الذائقة،‭ ‬والأمر‭ ‬أخيراً‭ ‬متروك‭ ‬لاختلاف‭ ‬الأذواق،‭ ‬فكما‭ ‬يقال‭ ‬لولا‭ ‬اختلاف‭ ‬الأذواق‭ ‬لبارت‭ ‬السلع،‭ ‬وهذه‭ ‬القاعدة‭ ‬تصلح‭ ‬للمعروض‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬مهما‭ ‬تدنت‭ ‬أو‭ ‬علت‭ ‬مستوياتها‭.‬

 

إطلاق‭ ‬لقب‭ ‬الفنان‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬مسؤولية،‭ ‬يتحملها‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬الجمهور،‭ ‬وبتجنب‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬الرديئة‭ ‬المقدمة‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تشفع‭ ‬لها‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم،‭ ‬أود‭ ‬إرسال‭ ‬تحية‭ ‬إلى‭ ‬ناصر‭ ‬القصبي‭ ‬في‭ (‬مخرج‭ ‬7‭)‬،‭ ‬وتحية‭ ‬إلى‭ ‬محمد‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ (‬البرنس‭)‬،‭ ‬وتحية‭ ‬إلى‭ ‬إبراهيم‭ ‬الحساوي‭ ‬في‭ (‬الشهد‭ ‬المر‭)‬،‭ ‬وتحية‭ ‬كبرى‭ ‬لفقيد‭ ‬الفن‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالحسين‭ ‬عبدالرضا‭ ‬في‭ (‬درب‭ ‬الزلق‭)‬،‭ ‬الحاضر‭ ‬الغائب،‭ ‬الفنان‭ ‬القدوة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى،‭ ‬وتحية‭ ‬للفنانين‭ ‬الآخرين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يسعني‭ ‬ذكر‭ ‬أسمائهم،‭ ‬ليس‭ ‬تقليلاً‭ ‬من‭ ‬شأنهم،‭ ‬معاذ‭ ‬الله،‭ ‬لكن‭ ‬لعدم‭ ‬اتساع‭ ‬المقام،‭ ‬وهم‭ ‬فقط‭ ‬ممن‭ ‬يصح‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليهم‭ ‬لقب‭ (‬الفنان‭).‬