سوالف

التخلص من الكمام بعد استعماله... مسؤولية أيضا

| أسامة الماجد

أشار‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬“إلى‭ ‬أن‭ ‬التهاون‭ ‬وعدم‭ ‬الالتزام‭ ‬باتباع‭ ‬التعليمات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والوقائية‭ ‬الطبية‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الأسباب‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الإصابات‭ ‬وانتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول”‭.‬

لا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬على‭ ‬نتيجة‭ ‬انعدام‭ ‬المسؤولية‭ ‬والالتزام‭ ‬بالتعليمات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والوقائية،‭ ‬واستخلاص‭ ‬الوقائع‭ ‬بطريقة‭ ‬صحيحة،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬انتشار‭ ‬كورونا‭ ‬وعدم‭ ‬سيطرة‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬عليه،‭ ‬وكذلك‭ ‬ازدياد‭ ‬أرقام‭ ‬الحالات‭ ‬المصابة‭ ‬بدل‭ ‬انخفاضها،‭ ‬قلة‭ ‬الوعي‭ ‬وعدم‭ ‬الالتزام،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استهتار‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضعف‭ ‬جبهة‭ ‬التصدي‭ ‬للوباء،‭ ‬والبحرين‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬وحققت‭ ‬انتصارا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كورونا،‭ ‬لكنني‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬السلوكيات‭ ‬الخاطئة‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬تعيدنا‭ ‬إلى‭ ‬المربع‭ ‬الأول‭ ‬بدون‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬أصحابها‭ ‬فداحة‭ ‬الخطأ‭ ‬الذي‭ ‬يرتكبونه،‭ ‬فقد‭ ‬لوحظ‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬يتخلصون‭ ‬من‭ ‬“الكمامات”‭ ‬برميها‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات،‭ ‬وأمام‭ ‬المنازل،‭ ‬ومن‭ ‬نوافذ‭ ‬السيارات،‭ ‬بدل‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬حاويات‭ ‬القمامة،‭ ‬وأخبرني‭ ‬صديق‭ ‬أن‭ ‬عامل‭ ‬النظافة‭ ‬“في‭ ‬فريجهم”‭ ‬اشتكى‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬البعض‭ ‬برمي‭ ‬الكمامات‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬وخوفه‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬انتقال‭ ‬العدوى‭ ‬إليه،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬مهمته‭ ‬جمع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭.‬

إذا‭ ‬كان‭ ‬ارتداء‭ ‬الكمام‭ ‬يخدمني‭ ‬كأساس‭ ‬أول‭ ‬لحمايتي‭ ‬من‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬فإن‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الكمام‭ ‬بعد‭ ‬استعماله‭ ‬ووضعه‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المخصصة،‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬النظافة‭ ‬والالتزام‭ ‬بالتعليمات‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالحس‭ ‬المسؤول،‭ ‬وحبذا‭ ‬لو‭ ‬تقوم‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬بإفراد‭ ‬بند‭ ‬يتعلق‭ ‬بطريقة‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الكمام‭ ‬بعد‭ ‬استعماله،‭ ‬في‭ ‬النشرات‭ ‬التوعوية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬والتي‭ ‬تقدم‭ ‬نصائح‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬كورونا،‭ ‬مثل‭ ‬غسل‭ ‬اليدين‭ ‬بالماء‭ ‬والصابون‭ ‬باستمرار،‭ ‬وتغطية‭ ‬الفم‭ ‬والأنف‭ ‬عند‭ ‬السعال‭ ‬والعطس،‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وغيرها‭. ‬

 

نحن‭ ‬فخورون‭ ‬برصيدنا‭ ‬التوعوي‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬السماح‭ ‬لأشياء‭ ‬محدودة‭ ‬بأن‭ ‬تخلق‭ ‬لنا‭ ‬مشكلة‭.‬