ليست واحدة... بل ثلاث

| زهير توفيقي

بعد‭ ‬وفاة‭ ‬المرحوم‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬ناشدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ - ‬من‭ ‬مسؤولين‭ ‬ورياضيين‭ ‬ونواب‭ ‬وصحافيين‭ ‬وكتاب‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬المعطاء‭ - ‬لتسمية‭ ‬أحد‭ ‬الشوارع‭ ‬أو‭ ‬منشأة‭ ‬رياضية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬باسم‭ ‬المرحوم،‭ ‬تخليدًا‭ ‬لذكراه،‭ ‬وأتى‭ ‬هذا‭ ‬المطلب‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬كردة‭ ‬فعل‭ ‬طبيعية‭ ‬لشخص‭ ‬كرس‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الرياضة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬والمهمات‭ ‬الحكومية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬أوكلت‭ ‬له‭ ‬بكل‭ ‬جدارة‭ ‬ومهنية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود،‭ ‬من‭ ‬يعرف‭ ‬بوعبدالله‭ ‬يدرك‭ ‬جيدًا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬الطراز‭ ‬الأول،‭ ‬يحبه‭ ‬الصغير‭ ‬قبل‭ ‬الكبير،‭ ‬شخصية‭ ‬لا‭ ‬تتكرر،‭ ‬والكتابة‭ ‬عن‭ ‬مناقبه‭ ‬لا‭ ‬تسعها‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وجه‭ ‬أمير‭ ‬الشباب‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬العامة‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬بإطلاق‭ ‬اسم‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬الصالات‭ ‬الرياضية‭ ‬الثلاث‭ ‬تقديرا‭ ‬وعرفانا‭ ‬للمسيرة‭ ‬الحافلة‭ ‬والمشرقة‭ ‬للراحل‭ ‬الكبير‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬البحرين‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬خليجيًا‭ ‬وعربيًا‭ ‬وإقليميًا‭ ‬وعالميًا‭.‬

وأود‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬هنا‭ ‬بالمناسبة‭ ‬المثل‭ ‬العربي‭ ‬الشهير‭ ‬“أهل‭ ‬مكة‭ ‬أدرى‭ ‬بشعابها”،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬قال‭ ‬كلمته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مكرمته‭ ‬هذه‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬غريبة‭ ‬على‭ ‬جلالته،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬جرت‭ ‬العادة‭ ‬بأن‭ ‬يسمى‭ ‬أحد‭ ‬الشوارع‭ ‬باسم‭ ‬إحدى‭ ‬الشخصيات‭ ‬تخليدا‭ ‬لذكراها،‭ ‬لكن‭ ‬نظرًا‭ ‬لما‭ ‬قدمه‭ ‬المرحوم‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬جليلة‭ ‬ومساهمات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬شكلت‭ ‬علامة‭ ‬مضيئة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحركة‭ ‬الرياضية‭ ‬والشبابية‭ ‬والفنية‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬والإعلامي،‭ ‬فقد‭ ‬وجه‭ ‬جلالته‭ ‬لإطلاق‭ ‬اسم‭ ‬المرحوم‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬صالات‭ ‬رياضية‭ ‬وليست‭ ‬واحدة‭.‬

شخصيًا‭ ‬كانت‭ ‬تربطني‭ ‬به‭ ‬علاقة‭ ‬قديمة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬موقعي‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬المنظمة‭ ‬لدوري‭ ‬الشركات‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٨٣‬،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬داعم‭ ‬لنا‭ ‬ويحرص‭ ‬على‭ ‬تذليل‭ ‬أية‭ ‬عقبات‭ ‬كانت‭ ‬تقف‭ ‬أمامنا،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تقام‭ ‬المباريات‭ ‬النهائية‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬والكأس‭ ‬تحت‭ ‬رعايته‭ ‬الكريمة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬حضوره‭ ‬الشخصي‭ ‬حفل‭ ‬العشاء‭ ‬السنوي‭ ‬لتكريم‭ ‬الفرق‭ ‬الفائزة‭. ‬وقد‭ ‬سعدت‭ ‬كثيرا‭ ‬لرؤيته‭ ‬أثناء‭ ‬حضوري‭ ‬إحدى‭ ‬الفعاليات‭ ‬الرمضانية‭ ‬لجمعية‭ ‬وطني‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬تشرفت‭ ‬بالسلام‭ ‬عليه‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬أخذ‭ ‬صورة‭ ‬تذكارية‭ ‬مع‭ ‬ابتسامته‭ ‬المعهودة‭ ‬وكأني‭ ‬كنت‭ ‬أعلم‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬اللقاء‭ ‬الأخير‭. ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬فقيد‭ ‬البحرين‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬وألهم‭ ‬أهله‭ ‬وذويه‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭.‬