لمحات

هوايات “كورونا”

| د.علي الصايغ

أمضينا‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬بطعم‭ ‬آخر،‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬برمضان،‭ ‬غير‭ ‬الوقت‭ ‬الرحب‭ ‬للتقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬بينما‭ ‬ألوان‭ ‬رمضان‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كألوانها‭ ‬المعتادة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الأعوام‭ ‬التي‭ ‬مضت‭.‬

ووفق‭ ‬تداعيات‭ ‬أزمة‭ ‬الخطر‭ ‬الراهن‭ ‬التي‭ ‬سببها‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬دعوات‭ ‬المكوث‭ ‬في‭ ‬البيوت،‭ ‬وترك‭ ‬التجمعات،‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وإيقاف‭ ‬الاحتفالات،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬احترازية،‭ ‬بزغت‭ ‬مواهب‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬من‭ ‬القريبين‭ ‬من‭ ‬أصحابها،‭ ‬وأكثرها‭ ‬انتشاراً‭ ‬موهبة‭ ‬الطبخ،‭ ‬فقد‭ ‬لوحظ‭ ‬اهتمام‭ ‬بالغ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار‭ ‬بهواية‭ ‬الطبخ،‭ ‬وقد‭ ‬أثبتوا‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬إتقانهم‭ ‬هذه‭ ‬الهواية،‭ ‬وتفننهم‭ ‬فيها،‭ ‬وبثت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لتعليم‭ ‬طرق‭ ‬طبخ‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الأطعمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬تناسب‭ ‬مع‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬نظراً‭ ‬لساعات‭ ‬الصيام‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬تستدعي‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مفيد،‭ ‬ناهيك‭ ‬عمن‭ ‬بزغ‭ ‬فجر‭ ‬هذه‭ ‬الهواية‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيود‭ ‬الجائحة‭ ‬فقط‭!‬

بينما‭ ‬في‭ ‬طرف‭ ‬آخر،‭ ‬وبعدما‭ ‬كانت‭ ‬عاداتنا‭ ‬الرمضانية‭ ‬في‭ ‬تلاش‭ ‬مستمر‭ ‬عاماً‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬مثل‭ ‬تبادل‭ ‬الأطباق‭ ‬بين‭ ‬بيوت‭ ‬الجيران،‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬العادات‭ ‬اليوم‭ ‬ممنوعة‭ ‬مطلقاً،‭ ‬وتبددت‭ ‬أصوات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الفطور،‭ ‬من‭ ‬حركات‭ ‬دؤوبة،‭ ‬وحناجر‭ ‬مكبرات‭ ‬المساجد،‭ ‬وعبق‭ ‬الدروب‭ ‬بالطيب‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والقرى،‭ ‬لنأتي‭ ‬مع‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬لنتساءل‭ ‬هل‭ ‬للعيد‭ ‬فرحة؟

لا‭ ‬نظن‭ ‬إلا‭ ‬رأياً‭ ‬واحداً‭ ‬للإجابة،‭ ‬بأن‭ ‬فرحتنا‭ ‬ستتم‭ ‬بإتمام‭ ‬النعمة،‭ ‬وانجلاء‭ ‬الغمة،‭ ‬لتعود‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهدها،‭ ‬متضرعين‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يبعد‭ ‬عنا‭ ‬البلاء‭ ‬دائماً‭ ‬وأبداً‭.‬