ستة على ستة

رعب الصهاينة

| عطا السيد الشعراوي

يبدو‭ ‬أن‭ ‬كثرة‭ ‬البقاء‭ ‬والعيش‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬جعلت‭ ‬المدعو‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬الإرهابي‭ ‬محجوبًا‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬الحقيقي‭ ‬ويعيش‭ ‬عالمًا‭ ‬افتراضيًا‭ ‬يصعنه‭ ‬من‭ ‬أهوائه‭ ‬وميوله‭ ‬ورغباته‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬مناقضًا‭ ‬تمامًا‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬ظاهر‭ ‬للجميع‭ ‬باستثناء‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬ومن‭ ‬يصدقه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يشطح‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬خيالات‭.‬

فقد‭ ‬قال‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بمناسبة‭ ‬“يوم‭ ‬القدس”‭ ‬إن‭ ‬قوة‭ ‬حزبه‭ ‬وما‭ ‬يعرف‭ ‬بمحور‭ ‬المقاومة،‭ ‬أرعبت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وحلفاء‭ ‬أميركا‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وإن‭ ‬الحزب‭ ‬سيواصل‭ ‬السير‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬من‭ ‬قضوا‭ ‬في‭ ‬طريقهم‭ ‬للقدس،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬قائد‭ ‬فيلق‭ ‬القدس‭ ‬الإيراني،‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني،‭ ‬وإن‭ ‬الأمة‭ ‬اليوم‭ ‬أقرب‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬إلى‭ ‬تحرير‭ ‬القدس‭.‬

كل‭ ‬عربي‭ ‬ومسلم‭ ‬يتمنى‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تتحرر‭ ‬فيه‭ ‬القدس‭ ‬وكل‭ ‬المقدسات‭ ‬بكل‭ ‬مكان،‭ ‬ويهفو‭ ‬قلبه‭ ‬لليوم‭ ‬الذي‭ ‬تتحرر‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬أراضينا‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأماني‭ ‬لن‭ ‬تتحقق‭ ‬بالشعارات‭ ‬الفارغة‭ ‬والتوصيفات‭ ‬المغايرة‭ ‬للواقع‭ ‬التي‭ ‬تذهب‭ ‬بالعقول‭ ‬وتغيبها‭ ‬وتبعدنا‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬والمدروس‭.‬

ولا‭ ‬أعرف‭ ‬كيف‭ ‬يدعي‭ ‬هذا‭ ‬المتوهم‭ ‬بأن‭ ‬“المسؤولين‭ ‬الصهاينة‭ ‬يعبرون‭ ‬بوضوح‭ ‬عن‭ ‬خوفهم‭ ‬الشديد‭ ‬من‭ ‬تنامي‭ ‬قدرات‭ ‬المقاومة‭ ‬كما‭ ‬ونوعا،‭ ‬بشريًا‭ ‬وتسليحيًا‭ ‬وفنيًا‭ ‬ومعنويًا‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬صعيد”،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تستعرض‭ ‬فيه‭ ‬إسرائيل‭ ‬عضلاتها‭ ‬وتواصل‭ ‬ممارساتها‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬وانتهاكاتها‭ ‬للقوانين‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬حساب،‭ ‬وكان‭ ‬آخر‭ ‬خطواتها‭ ‬إعلان‭ ‬رئيس‭ ‬وزرائها‭ ‬نتنياهو‭ ‬أنه‭ ‬سيمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬مخطط‭ ‬لضم‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬المقبل،‭ ‬فهل‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬“الغاشم”‭ ‬تحت‭ ‬وقع‭ ‬رعب‭ ‬نتنياهو‭ ‬من‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬وحزب‭ ‬الله؟‭!‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬بودنا‭ ‬أن‭ ‬يحبك‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬خياله‭ ‬باستعراض‭ ‬مسيرة‭ ‬النموذج‭ ‬الفدائي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القدس‭ ‬الذي‭ ‬يتحدث‭ ‬عنه‭ ‬أي‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني،‭ ‬ومسيرته‭ ‬عامرة‭ ‬بالفعل‭ ‬بالأعمال‭ ‬التي‭ ‬سيخلدها‭ ‬التاريخ‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬صفحات‭ ‬التخريب‭ ‬والعنف‭ ‬وإثارة‭ ‬الفوضى‭ ‬والفتن‭ ‬وإثارة‭ ‬النزاعات‭ ‬والشقاق‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وغيرها‭.‬