مواقف إدارية

البحرين دائمًا بخير إن شاء الله

| أحمد البحر

في‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬وعندما‭ ‬اجتاح‭ ‬مرض‭ ‬الإيبولا‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬لقاح‭ ‬أو‭ ‬عقار‭ ‬لمحاربته‭ ‬وكان‭ ‬المرض‭ ‬مرعبًا‭ ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬الإعلامية‭ ‬جانيس‭ ‬كابلان‭ ‬ومساعدها‭ ‬بارنابي‭ ‬مارش‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬المخاطرة،‭ ‬الذي‭ ‬أجرى‭ ‬بحوثا‭ ‬رائدة‭ ‬عن‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬والمعقدة‭. ‬عند‭ ‬تسلمها‭ ‬رئاسة‭ ‬مجموعة‭ ‬بحث‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬الفتاك‭ ‬وضعت‭ ‬الدكتورة‭ ‬بارديس‭ ‬سابيتي،‭ ‬وهي‭ ‬أستاذة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬هارفرد،‭ ‬تعليمات‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬المؤلفان‭ ‬كابلان‭ ‬ومارش‭ ‬“شعارات”‭ ‬وطلبت‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬وهذه‭ ‬الشعارات‭ ‬هي‭ ‬التالية‭:‬

-السلامة‭ ‬أولًا‭.‬

-لا‭ ‬تفكير‭ ‬غير‭ ‬عقلاني‭.‬

-تحديد‭ ‬الأولويات‭.‬

السلامة‭ ‬تعني‭ ‬للدكتورة‭ ‬سابيتي‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬مع‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬فيها،‭ ‬أما‭ ‬التفكير‭ ‬غير‭ ‬العقلاني‭ ‬فإنه‭ ‬يعّظم‭ ‬المشكلة‭ ‬كما‭ ‬تقول‭. ‬تركز‭ ‬الدكتورة‭ ‬على‭ ‬العنصر‭ ‬الثالث‭ ‬وهو‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬إذ‭ ‬تعتبره‭ ‬“أمرًا‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬لأنك‭... ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬ما‭ ‬يمكنك‭ ‬فعله‭ ‬وسيضيف‭ ‬قيمة‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬امتطاء‭ ‬حصانك‭ ‬والهرولة‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الاتجاهات”‭.‬

تلك‭ ‬كانت،‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ،‭ ‬تجربة‭ ‬نقلها‭ ‬لنا‭ ‬المؤلفان‭ ‬كابلان‭ ‬ومارش‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬مشابهة‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬فتكًا‭ ‬ورعبًا‭ ‬نعيشها‭ ‬الآن‭ ‬وهي‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬الأخطر‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬مسيطرًا‭ ‬على‭ ‬العالم‭.‬

قد‭ ‬تعذرني،‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ،‭ ‬إن‭ ‬أطلت‭ ‬عليك‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬بعض‭ ‬ملامح‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ ‬العالمية،‭ ‬فوراء‭ ‬ذلك‭ ‬هدف،‭ ‬والهدف‭ ‬واضح‭ ‬للقارئ‭ ‬الكريم‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬أظن‭. ‬لقد‭ ‬أحسست‭ ‬وأنا‭ ‬أتفحص‭ ‬وأقارن‭ ‬فحوى‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ ‬بما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬عملية‭ ‬مهنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬والتي‭ ‬أهلتها‭ ‬لإشادة‭ ‬أممية،‭ ‬أحسست‭ ‬بالفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬والطمأنينة‭ ‬ورسخت‭ ‬لدي‭ ‬الشعور‭ ‬بأن‭ ‬بحريننا‭ ‬بخير‭.. ‬نعم‭ ‬البحرين‭ ‬بخير‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادتنا‭ ‬الحكيمة‭ ‬وشعب‭ ‬مثقف‭ ‬وواع‭ ‬يعشق‭ ‬وطنه‭.‬