كل عام وأنتم بخير

| عبدعلي الغسرة

يختلف‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬السعيد‭ ‬2020م‭ ‬عن‭ ‬الأعياد‭ ‬السابقة،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬توطن‭ ‬فيروس‭ ‬الكوفيد‭ ‬جغرافية‭ ‬العالم‭ ‬متحديًا‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والأبحاث‭ ‬العِلمية‭ ‬عن‭ ‬لقاح‭ ‬مضاد‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬علاج،‭ ‬فهذا‭ ‬العيد‭ ‬سيكون‭ ‬عيدًا‭ ‬فرديًا‭ ‬ويقضيه‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬احترازًا‭ ‬من‭ ‬عدوى‭ ‬الكوفيد‭. ‬

إن‭ ‬إجراءات‭ ‬العزل‭ ‬المنزلي‭ ‬تجعل‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالعيد‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الساحات‭ ‬والتجمعات‭ ‬والأهل‭ ‬والأقارب‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬وستكون‭ ‬التكبيرات‭ ‬والصلوات‭ ‬في‭ ‬البيوت،‭ ‬والمجالس‭ ‬ستكون‭ ‬مفتوحة‭ ‬لأهل‭ ‬البيت‭ ‬دون‭ ‬سواهم‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والجيران‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬فقد‭ ‬استطاع‭ ‬الكوفيد‭ ‬بجبروت‭ ‬فيروسه‭ ‬أن‭ ‬يسلبنا‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬فرحة‭ ‬العيد‭ ‬وأهدافه‭ ‬التي‭ ‬ينتظرها‭ ‬المسلمون‭ ‬الصائمون‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭. ‬لقد‭ ‬تحمل‭ ‬الناس‭ ‬بإرادة‭ ‬واعية‭ ‬وعزيمة‭ ‬ثابتة‭ ‬لا‭ ‬ملل‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬اكتئاب‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحكومية‭ ‬الاحترازية‭ ‬وقعدوا‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬التزامًا،‭ ‬لذا،‭ ‬فإن‭ ‬الحجر‭ ‬المنزلي‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬السعيد‭ ‬لن‭ ‬يزعج‭ ‬المواطنين‭ ‬مادام‭ ‬لصالحهم،‭ ‬وإن‭ ‬الزيارات‭ ‬العائلية‭ ‬والأماكن‭ ‬العامة‭ ‬والمجمعات‭ ‬وعيديات‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬التخلي‭ ‬عنها‭ ‬وتأجيلها‭ ‬حاليًا،‭ ‬لكن‭ ‬الصحة‭ ‬والعافية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التخلي‭ ‬عنها،‭ ‬والتضحية‭ ‬بذلك‭ ‬لأجل‭ ‬سلامتنا‭ ‬وصحتنا‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬الأولى‭ ‬للحياة‭.‬

نحن‭ ‬نستطيع‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالوسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬للمحادثة‭ ‬وإرسال‭ ‬التهاني‭ ‬والأماني‭ ‬بعيد‭ ‬الفطر‭ ‬إلى‭ ‬أهلنا‭ ‬وأقربائنا‭ ‬وأصدقائنا‭ ‬والتحدث‭ ‬إليهم‭ ‬وإرسال‭ ‬ما‭ ‬نشاء‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬العيد‭ ‬إليهم،‭ ‬وبذلك‭ ‬سنكون‭ ‬معهم‭ ‬بالتباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فجلوسنا‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬حماية‭ ‬لنا‭ ‬جميعًا‭.‬

إن‭ ‬الطقوس‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬تؤدى‭ ‬في‭ ‬الساحات‭ ‬والمساجد‭ ‬والجوامع‭ ‬من‭ ‬تكبيرات‭ ‬وصلاة‭ ‬العيد‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬تؤدى‭ ‬بالبيت‭ ‬مع‭ ‬الأسرة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الأجمل‭ ‬أن‭ ‬نؤديها‭ ‬مجتمعين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬منع‭ ‬أدائها‭ ‬معا‭ ‬مقترن‭ ‬بزوال‭ ‬أسباب‭ ‬المنع‭ (‬بعدم‭ ‬تسجيل‭ ‬أية‭ ‬حالات‭ ‬إصابة‭ ‬جديدة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭)‬،‭ ‬وما‭ ‬انطبق‭ ‬على‭ ‬صلاة‭ ‬الجماعة‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭.‬

وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الصعبة‭ ‬أثبت‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الخطوات‭ ‬الجادة‭ ‬للحكومة‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي،‭ ‬ممتثلا‭ ‬للإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والعزل‭ ‬المنزلي‭ ‬والتقيد‭ ‬بالضوابط‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الاضطرار‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬البيت،‭ ‬ونستقبل‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬بقلوب‭ ‬صادقة‭ ‬ونفوس‭ ‬مطمئنة‭ ‬متمنين‭ ‬للجميع‭ ‬عيدًا‭ ‬سعيدًا‭ ‬مُرفلا‭ ‬بالصحة‭ ‬والعافية،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وجميعنا‭ ‬بصحة‭ ‬وخير‭ ‬وعافية‭.‬