من جديد

لا لعودة المدارس حاليا

| د. سمر الأبيوكي

كم‭ ‬أما‭ ‬وأبا‭ ‬مستعدين‭ ‬الآن‭ ‬لإعادة‭ ‬إرسال‭ ‬فلذات‭ ‬أكبادهم‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة‭ ‬من‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا؟‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كثرا‭ ‬يؤيدون‭ ‬رجوع‭ ‬حركة‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬وخصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمدارس‭ ‬الأطفال،‭ ‬سأكون‭ ‬أكثر‭ ‬صراحة‭ ‬معكم‭ ‬أنا‭ ‬لست‭ ‬مستعدة‭ ‬مطلقا‭! ‬ولا‭ ‬تعنيني‭ ‬أهمية‭ ‬تعليم‭ ‬أبنائي‭ ‬مقابل‭ ‬تعريض‭ ‬حياتهم‭ ‬إلى‭ ‬خطر‭ ‬محدق،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنني‭ ‬أتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراحل‭ ‬المدرسية‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬الطالب‭ ‬فيها‭ ‬واعيا‭ ‬تماما‭ ‬لما‭ ‬يحدث؛‭ ‬فإن‭ ‬جزمت‭ ‬أنني‭ ‬أتقنت‭ ‬توعيتهم‭ ‬وإرشادهم‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬المطهرات‭ ‬وأهمية‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وضرورة‭ ‬عدم‭ ‬اللعب‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬أو‭ ‬لمس‭ ‬أغراض‭ ‬الغير‭ ‬وكثرة‭ ‬غسل‭ ‬اليدين‭ ‬بالماء‭ ‬والصابون،‭ ‬فأنا‭ ‬هنا‭ ‬أنشد‭ ‬سلوكا‭ ‬خياليا‭ ‬لطلاب‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬أعمارهم‭ ‬ست‭ ‬سنوات،‭ ‬ومن‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬سلوك‭ ‬الطلبة‭ (‬الأطفال‭) ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬وما‭ ‬قبلها‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬مدروسا‭ ‬وبوعي‭ ‬كاف‭! ‬لذا‭ ‬أقولها‭ ‬واضحة‭ ‬وصريحة‭ ‬لا‭ ‬وألف‭ ‬لا‭ ‬لإعادة‭ ‬إرسال‭ ‬أطفال‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬أعمارهم‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬أطرحه‭ ‬اليوم‭ ‬بين‭ ‬أيدي‭ ‬المهتمين‭ ‬قضية‭ ‬تؤرق‭ ‬بال‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬وسط‭ ‬محاولات‭ ‬البعض‭ ‬لعودة‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه،‭ ‬وقد‭ ‬يتفق‭ ‬معي‭ ‬البعض‭ ‬وقد‭ ‬يختلف،‭ ‬لكنني‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬قلب‭ ‬الأم‭ ‬وتفضيلها‭ ‬صحة‭ ‬أبنائها‭ ‬على‭ ‬تعليمهم‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الكفتان‭ ‬متساويتين‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأهمية‭ ‬لكنني‭ ‬أرجح‭ ‬كفة‭ ‬الصحة،‭ ‬فهي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬تثقل‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬حقوق‭ ‬أخرى‭ ‬مستحقة‭ ‬لأطفالنا‭.‬

لا‭ ‬أعني‭ ‬بالطبع‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬عجلة‭ ‬الحياة‭ ‬لكن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منعطفا‭ ‬جادا‭ ‬لعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬ورياض‭ ‬الأطفال‭ ‬للتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬المنشود‭ ‬وأهمية‭ ‬تعليم‭ ‬الطالب‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬وعندما‭ ‬أتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬فأنا‭ ‬أطلب‭ ‬وتيرة‭ ‬تعليمية‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تقويم‭ ‬وتعليم‭ ‬نشأ‭ ‬ووضع‭ ‬أساس‭ ‬كامل‭ ‬حقيقي‭ ‬وليس‭ ‬صورا‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬التواجد،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬ضد‭ ‬تعليم‭ ‬الطلبة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إرسال‭ ‬التدريبات‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬لم‭ ‬أدخر‭ ‬جهدا‭ ‬لمطالعة‭ ‬التمارين‭ ‬المرسلة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أطفالي‭ ‬في‭ ‬رياض‭ ‬أطفالهم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬معلم‭ ‬حقيقي‭ ‬يتواصل‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬معينة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬شاشات‭ ‬الإنترنت‭. ‬

الحل‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬أراه‭ ‬سهلا‭ ‬نسبيا‭ ‬هو‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬الذاتي‭ ‬وهو‭ ‬مُقر‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬تتكفل‭ ‬الأسر‭ ‬بتدريس‭ ‬أبنائها‭ ‬وتعليمهم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقوموا‭ ‬بتقديم‭ ‬امتحانات‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬وزارات‭ ‬التربية‭ ‬أو‭ ‬هيئات‭ ‬التعليم‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بظاهرة‭ (‬Home schooling‭) ‬أو‭ ‬التعليم‭ ‬المنزلي‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬أرى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المبكر‭ ‬جدا‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬إرسال‭ ‬فلذات‭ ‬أكبادنا‭ ‬للمدارس‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬المحاولات‭ ‬الجمة‭ ‬في‭ ‬أخذ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬وكثرة‭ ‬مناشدات‭ ‬بعض‭ ‬الهيئات‭ ‬التعليمية‭ ‬بدفع‭ ‬فصول‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬الجديدة‭ ‬القادمة‭.‬