سوالف

رحم الله المجلات العربية التي كانت بمثابة برلمان ثقافي

| أسامة الماجد

“تهنئة”

‭(‬بمناسبة‭ ‬حلول‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬أتقدم‭ ‬بخالص‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬إلى‭ ‬سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وإلى‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وإلى‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬داعيا‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬السعيدة‭ ‬على‭ ‬وطننا‭ ‬الغالي‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬الأمتين‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬بالخير‭ ‬واليمن‭ ‬والبركات‭).‬

 

لقد‭ ‬أصبح‭ ‬القارئ‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الآونة‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬والإدراك‭ ‬الواسعين‭ ‬وهو‭ ‬بالتالي‭ ‬لا‭ ‬يتقبل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تقع‭ ‬عليه‭ ‬عيناه‭ ‬من‭ ‬مجلات‭ ‬ومؤلفات،‭ ‬لكنه‭ ‬يقرأها‭ ‬بأناة‭ ‬وروية‭ ‬ويعمل‭ ‬فيها‭ ‬فكره‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يستطيع‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬غثها‭ ‬وسمينها،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحايين‭ ‬قد‭ ‬ينقد‭ ‬ما‭ ‬يقرأ‭ ‬بفهم‭ ‬واستبصار‭ ‬حسب‭ ‬درجة‭ ‬ثقافته‭ ‬واطلاعه‭.‬

عندما‭ ‬تدخل‭ ‬أية‭ ‬مكتبة‭ ‬من‭ ‬مكتباتنا‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬“سوبرماركت”‭ ‬تشعر‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬العربية‭ ‬تقذف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجلات‭ ‬التي‭ ‬تنهال‭ ‬على‭ ‬القارئ‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬اتجاه،‭ ‬ومعظمها‭ ‬دون‭ ‬فائدة‭ ‬ولا‭ ‬تحترم‭ ‬عقول‭ ‬قرائها،‭ ‬مجلات‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬بأن‭ ‬تدخل‭ ‬سوق‭ ‬النشر‭ ‬وهي‭ ‬مليئة‭ ‬بالضحالة‭ ‬والرداءة‭ ‬وتفتقد‭ ‬من‭ ‬الألف‭ ‬إلى‭ ‬الياء‭ ‬عناصر‭ ‬الإبداع،‭ ‬وكأنها‭ ‬صارت‭ ‬مجالا‭ ‬خصبا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬ودب‭ ‬وأطلق‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬كاتبا‭. ‬ولدور‭ ‬النشر‭ ‬الفاشلة‭ ‬طريقة‭ ‬عجيبة‭ ‬في‭ ‬الضحك‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬وجذب‭ ‬البسطاء‭ ‬من‭ ‬القراء،‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تلتزم‭ ‬بالرسالة‭ ‬الثقافية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬ولا‭ ‬تكون‭ ‬كما‭ ‬يفترض‭ ‬بأن‭ ‬تحمل‭ ‬مشعل‭ ‬الثقافة‭ ‬والفكر،‭ ‬إنما‭ ‬تسعى‭ ‬وراء‭ ‬الربح‭ ‬المادي‭ ‬وتعليق‭ ‬جرس‭ ‬“التفاهة”‭ ‬على‭ ‬رقبتها‭ ‬والدوران‭ ‬مثل‭ ‬الثور‭ ‬في‭ ‬الساقية‭.‬

 

رحم‭ ‬الله‭ ‬تلك‭ ‬المجلات‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬برلمان‭ ‬ثقافي‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تغذيتها‭ ‬الأدباء‭ ‬العرب،‭ ‬ونشعر‭ ‬بالأسى‭ ‬وبألم‭ ‬عميق‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه‭.‬