بقلم: الدكتور عبدالله الحواج

| د. عبدالله الحواج

يهل‭ ‬علينا‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬والكون‭ ‬كله‭ ‬والبشرية‭ ‬جمعاء‭ ‬تمر‭ ‬بأعنف‭ ‬جائحة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الخليقة‭ ‬ربما،‭ ‬وبأقسى‭ ‬وباء‭ ‬انتشر‭ ‬كالنار‭ ‬في‭ ‬الهشيم‭ ‬ليصيب‭ ‬المعمورة‭ ‬بأسرها‭.‬

الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬يأتي‭ ‬ونحن‭ ‬أمام‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فرحة،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حدث‭ ‬سعيد،‭ ‬التهنئة‭ ‬القلبية‭ ‬بالعيد‭ ‬السعيد‭ ‬مبتدأً‭ ‬بها‭ ‬هرم‭ ‬قادتنا‭ ‬الصلب،‭ ‬من‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬إلى‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬وشعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي،‭ ‬والتهنئة‭ ‬القلبية‭ ‬موصولة‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬إلى‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬الغالية‭ ‬التي‭ ‬أولاها‭ ‬إياه‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬بتعيينه‭ ‬وكيلًا‭ ‬لوزارة‭ ‬شئون‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬متمنيًا‭ ‬لسموه‭ ‬دوام‭ ‬الرقي‭ ‬والترقي،‭ ‬وعظيم‭ ‬الامتنان‭ ‬والتقدم‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭.‬

إن‭ ‬هاتين‭ ‬الفرحتين‭ ‬تأتيان‭ ‬والحاجة‭ ‬أصبحت‭ ‬ماسة‭ ‬كي‭ ‬يعتلي‭ ‬الصفوف‭ ‬شباب‭ ‬فاهمون‭ ‬واثقون‭ ‬واعون‭ ‬بدقة‭ ‬المرحلة،‭ ‬وضخامة‭ ‬المسئولية،‭ ‬فوقع‭ ‬الاختيار‭ ‬على‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬لهذا‭ ‬المنصب‭ ‬الفارق،‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬شئون‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مسئوليات‭ ‬جسام،‭ ‬وكانت‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬بمثابة‭ ‬المؤسسة‭ ‬بالغة‭ ‬التأثير‭ ‬داخل‭ ‬منظومة‭ ‬القيادة،‭ ‬وضمن‭ ‬المنصة‭ ‬الحاسمة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الوطنية‭ ‬الشجاعة‭ ‬التي‭ ‬تحلى‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يتقلد‭ ‬موقعًا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنظومة،‭ ‬أو‭ ‬مقعدًا‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬التحلي‭ ‬بالخبرة‭ ‬والمسئولية‭ ‬والاعتراف‭ ‬بصعوبة‭ ‬التحدي‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬غريبًا‭ ‬عليّ‭ ‬شخصيًا‭ ‬هذا‭ ‬الاختيار‭ ‬السامي‭ ‬المبارك‭ ‬لسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي،‭ ‬فقد‭ ‬عرفته‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التقائنا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الرئيس،‭ ‬فوجدت‭ ‬فيه‭ ‬صمتًا‭ ‬مشفوعًا‭ ‬بالكلام،‭ ‬وكلامًا‭ ‬متحليًا‭ ‬بالاستماع‭ ‬الجيد‭ ‬للآخر،‭ ‬تناولًا‭ ‬فوق‭ ‬العادة‭ ‬للقضايا،‭ ‬وتعاطيًا‭ ‬متخصصًا‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أدق‭ ‬اللحظات‭ ‬وأشد‭ ‬المراحل‭.‬

كانت‭ ‬الخبرة‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬جده‭ ‬الرئيس‭ ‬الدور‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬اكتسابه‭ ‬شغف‭ ‬المسئولية،‭ ‬وفي‭ ‬تجليه‭ ‬عندما‭ ‬يتعاطى‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬لحظات‭ ‬وطنية‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬بوطنية،‭ ‬وفي‭ ‬تمسكه‭ ‬بالقيم‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬تربى‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الجد‭ ‬الرئيس‭ ‬أولًا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬من‭ ‬الأب‭ ‬الوفي‭ ‬الغالي‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬وفقه‭ ‬الله‭.‬

خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬وعلي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬وعيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬وخليفة‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬والأسرة‭ ‬الكريمة‭ ‬بعطاءاتها‭ ‬ووفائها‭ ‬وانضباطها‭ ‬الوطني،‭ ‬جميعهم،‭ ‬جميعهم‭ ‬أصبحوا‭ ‬مثلًا‭ ‬يحتذى‭ ‬ينهل‭ ‬من‭ ‬ماعون‭ ‬الخبرة‭ ‬والحكمة‭ ‬وثاقب‭ ‬البصيرة،‭ ‬من‭ ‬الجد‭ ‬الذي‭ ‬مهد‭ ‬الطريق،‭ ‬والأب‭ ‬الذي‭ ‬راعى‭ ‬وربى‭ ‬واستفاد‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬الوالد‭ ‬الجليل،‭ ‬هنا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬في‭ ‬أصول‭ ‬العراقة،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬التاريخية‭ ‬يحكي‭ ‬عن‭ ‬الأحساب‭ ‬والأنساب،‭ ‬عن‭ ‬الأصول‭ ‬والأعراق‭ ‬والأطياب،‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬الوطن‭ ‬وكيفية‭ ‬صون‭ ‬وحدته،‭ ‬عن‭ ‬التماسك‭ ‬الشعبي‭ ‬ومدى‭ ‬تحمله‭ ‬مسئولية‭ ‬المواجهة‭ ‬وأية‭ ‬مواجهة‭.‬

العيد‭ ‬عيدان،‭ ‬والفرحة‭ ‬فرحتان،‭ ‬والتهنئة‭ ‬تهنئتان،‭ ‬أدام‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬عزها‭ ‬وأفراحها،‭ ‬نماؤها‭ ‬وجميل‭ ‬أيامها،‭ ‬ولقادتنا‭ ‬الكرماء‭ ‬وشعبنا‭ ‬الوفي‭ ‬كل‭ ‬العزة‭ ‬والتقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬والارتقاء،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭.‬