يبقى الخيار خيارك

| بدور عدنان

اتجهت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لتخفيف‭ ‬القيود‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬نتيجة‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬حتى‭ ‬عادت‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬المعتادة‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الوباء‭ ‬مازال‭ ‬منتشراً،‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬مؤيد‭ ‬ومعارض‭ ‬لهذه‭ ‬القرارات‭ ‬هناك‭ ‬حقائق‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التغافل‭ ‬عنها‭ ‬إلا‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬القيود‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬شلل‭ ‬تام‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬فالعجلة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تباطأت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬دخل‭ ‬الفرد،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬وأصحاب‭ ‬العمل‭ ‬اضطروا‭ ‬للإغلاق‭ ‬وتسريح‭ ‬الموظفين‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬تغطية‭ ‬النفقات‭ ‬وتراكم‭ ‬الديون‭.‬

تسريح‭ ‬العمال‭ ‬وتحولهم‭ ‬من‭ ‬معيل‭ ‬لنفسه‭ ‬ولأفراد‭ ‬أسرته‭ ‬إلى‭ ‬عالة‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬ووطنه‭ ‬أزمة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬تصعب‭ ‬معالجة‭ ‬تبعاتها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استفحلت،‭ ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬وضع‭ ‬اعتبارات‭ ‬للقطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬معالجة‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭. ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تفسير‭ ‬اتخاذ‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬قرار‭ ‬عدم‭ ‬غلق‭ ‬المحال‭ ‬التجارية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬واستمرار‭ ‬عملها‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الأصل‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ارتباط‭ ‬التجارة‭ ‬المحلية‭ ‬بالعالمية‭.‬

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يوازن‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أزمتين‭ ‬حقيقيتين‭ ‬يمر‭ ‬بهما‭ ‬العالم‭ ‬ومحاولة‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬جذري‭ ‬لإحداهما،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬محاولة‭ ‬إمساك‭ ‬العصا‭ ‬من‭ ‬النصف‭ ‬خيار‭ ‬جيد،‭ ‬أما‭ ‬الخيار‭ ‬الأمثل‭ ‬فهو‭ ‬متروك‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬للفرد‭ ‬منا،‭ ‬فبقاؤك‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬والتزامك‭ ‬بالتعليمات‭ ‬والإرشادات‭ ‬الخاصة‭ ‬بسلامتك‭ ‬يبقى‭ ‬الخيار‭ ‬الأصح‭ ‬والأسلم‭ ‬لك‭ ‬ولعائلتك،‭ ‬نعم‭ ‬أبواب‭ ‬المجمعات‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬مفتوحة،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬الخيار‭ ‬خيارك‭ ‬الشخصي‭ ‬في‭ ‬مكوثك‭ ‬بمنزلك‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬سلامتك‭ ‬وسلامة‭ ‬عائلتك‭ ‬وأحبائك‭.‬

راهنت‭ ‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬الفرد‭ ‬واستشعاره‭ ‬أهمية‭ ‬اتباع‭ ‬التعليمات‭ ‬والإرشادات‭ ‬الوقائية‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬كورونا‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تفرض‭ ‬المملكة‭ ‬إجراءات‭ ‬قسرية‭ ‬وإجبارية‭ ‬كسائر‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬نثبت‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬البحريني‭ ‬مواطن‭ ‬“واعي‭ ‬وملتزم”‭ ‬وأن‭ ‬تعامل‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬معنا‭ ‬كأشخاص‭ ‬راشدين‭ ‬يعون‭ ‬الأمور‭ ‬وعواقبها‭ ‬كان‭ ‬بمحله‭.‬