سهولة التبرير

| فرات البسام

أن‭ ‬تولد‭ ‬وطنيا،‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتولد‭ ‬لديك‭ ‬الصحوة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتتولد‭ ‬لديك‭ ‬تلك‭ ‬الصحوة‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬أبدا،‭ ‬فالوطنية‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬تتجسد‭ ‬بشكل‭ ‬حي‭ ‬وباسل‭ ‬لدى‭ ‬الشرفاء‭ ‬الذين‭ ‬يضحون‭ ‬لأجل‭ ‬تطهير‭ ‬الأوطان‭ ‬من‭ ‬الرجس‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بالبعض‭ ‬جراء‭ ‬المخططات‭ ‬السياسية‭ ‬ومنفذيها‭ ‬من‭ ‬ذيول‭ ‬العمالة‭ ‬والخيانة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭ ‬ودول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭.‬

هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬هم‭ ‬كل‭ ‬الشرفاء،‭ ‬لكن‭ ‬الوطنية‭ ‬لا‭ ‬تقاس‭ ‬بما‭ ‬تقول‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يأتي‭ ‬برغبات‭ ‬نفسك،‭ ‬للأسف‭ ‬التبرير‭ ‬والعذر‭ ‬والأنانية‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬المتداولة‭ ‬في‭ ‬البعض،‭ ‬وترسخت‭ ‬لدينا‭ ‬ثقافة‭ ‬التبرير،‭ ‬ووجدت‭ ‬من‭ ‬يساندها‭ ‬ويعزز‭ ‬ثباتها‭ ‬لأنها‭ ‬أسهل‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬المتاهة‭ ‬والفوضى‭. ‬فأصبح‭ ‬البعض‭ ‬يريدون‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬دون‭ ‬جهد،‭ ‬أو‭ ‬نذهب‭ ‬للتبرير‭ ‬السهل‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬أحدا‭ ‬نلقي‭ ‬اللوم‭ ‬عليه‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬أو‭ ‬شخصا،‭ ‬فلا‭ ‬نريد‭ ‬تبريراً‭ ‬يقتاد‭ ‬جيلنا‭ ‬للضياع‭ ‬بين‭ ‬الوطنية‭ ‬والتبرير،‭ ‬ولا‭ ‬نريد‭ ‬العبث‭ ‬في‭ ‬الطرح‭ ‬دون‭ ‬مسؤولية‭ ‬وطنية،‭ ‬وأن‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬كاملا‭ ‬وليس‭ ‬لفرد‭ ‬أو‭ ‬جماعة،‭ ‬لأن‭ ‬النهاية‭ ‬ليست‭ ‬بصالح‭ ‬الجميع‭.‬

 

لقد‭ ‬تم‭ ‬تبرير‭ ‬محاولة‭ ‬تمزيق‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬بدواع‭ ‬عدة،‭ ‬وتم‭ ‬تبرير‭ ‬الاختلافات‭ ‬في‭ ‬عيشنا‭ ‬السلمي‭ ‬لآبائنا‭ ‬وأجدادنا‭ ‬وعروبتنا‭ ‬وإسلامنا،‭ ‬لكنهم‭ ‬فشلوا‭ ‬ويريدون‭ ‬أن‭ ‬يجربوا‭ ‬بطرق‭ ‬أخرى،‭ ‬وما‭ ‬ذكرته‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬شعارات‭ ‬تأتي‭ ‬الشمس‭ ‬فتمحي‭ ‬قبلة‭ ‬القمر،‭ ‬وليس‭ ‬كلمة‭ ‬يزيلها‭ ‬الموج‭ ‬في‭ ‬أطراف‭ ‬الشواطئ،‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا‭ ‬شائكة‭ ‬بالمفارقات،‭ ‬فالمتنبي‭ ‬إنسان‭ ‬والشاعر‭ ‬الإسباني‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬فيلاسبسا‭ ‬إنسان،‭ ‬وأيمن‭ ‬الظواهري‭ ‬يعتبرونه‭ ‬إنسانا‭!! ‬قرأت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التناقضات،‭ ‬لكن‭ ‬عيني‭ ‬لم‭ ‬تغب‭ ‬عنها‭ ‬شهوة‭ ‬الشوق‭ ‬لكل‭ ‬أزقة‭ ‬المدن‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬إخلاص‭ ‬من‭ ‬زرعوا‭ ‬فيها‭ ‬أول‭ ‬قطرة‭ ‬عرق‭ ‬وطنية‭.‬