لقطة

الرياضة يجب أن تعود رغم أنف الجائحة!

| أحمد كريم

يحتدم‭ ‬النقاش‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬والدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬آمنة‭ ‬تتيح‭ ‬لهم‭ ‬استئناف‭ ‬المسابقات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أجبرها‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬التوقف‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شهرين‭.‬

والآن‭ ‬تبدو‭ ‬العودة‭ ‬قريبة‭ ‬مع‭ ‬انحسار‭ ‬الوباء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬ومنها‭ ‬ألمانيا‭ ‬التي‭ ‬استأنفت‭ ‬مسابقة‭ ‬الدوري‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جمهور،‭ ‬وقد‭ ‬حظيت‭ ‬مواجهات‭ ‬البوندسليغا‭ ‬مطلع‭ ‬الأسبوع‭ ‬الحالي‭ ‬بمتابعة‭ ‬تلفزيونية‭ ‬بلغة‭ ‬مليار‭ ‬متابع‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬

ورغم‭ ‬الصعوبات‭ ‬الجمة،‭ ‬والمخاوف‭ ‬من‭ ‬عودة‭ ‬موجة‭ ‬أخرى‭ ‬تنسف‭ ‬الأرقام‭ ‬الإيجابية‭ ‬لتناقص‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬وأن‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬كورونا‭ ‬واتباع‭ ‬الإرشادات‭ ‬الصحية‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭. ‬

ولو‭ ‬تلاحظون‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬يركز‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والضرر‭ ‬البالغ‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬به‭ ‬الإغلاق‭ ‬الاحترازي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الجائحة،‭ ‬فهناك‭ ‬ملايين‭ ‬الناس‭ ‬فقدوا‭ ‬وظائفهم‭ ‬وآخرون‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الهاوية‭. ‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬نصف‭ ‬المعيشة‭ ‬كما‭ ‬نعرف،‭ ‬والإنسان‭ ‬مطالب‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬أقسى‭ ‬الظروف،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لاعب‭ ‬كرة‭ ‬قدم،‭ ‬فهو‭ ‬بعمله‭ ‬هذا‭ ‬يكسب‭ ‬لقمة‭ ‬عيشه،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يدفع‭ ‬المال‭ ‬لكي‭ ‬يتابع‭ ‬المباريات‭ ‬أو‭ ‬ليكون‭ ‬راعيا‭ ‬لمسابقات‭ ‬بهدف‭ ‬تسويقي‭.‬

إذًا‭ ‬الرياضة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬تسلية،‭ ‬إنها‭ ‬أيضا‭ ‬قطاع‭ ‬اقتصادي‭ ‬شأنه‭ ‬شأن‭ ‬بقية‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬ملايين‭ ‬الناس‭ ‬ويحصلون‭ ‬على‭ ‬أجورهم‭ ‬عبر‭ ‬ممارسة‭ ‬مختلف‭ ‬الألعاب،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬استمرارها‭ ‬أمر‭ ‬حتمي‭.‬

وإن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬ثمة‭ ‬وظائف‭ ‬خطرة‭ ‬مثل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الجيوش‭ ‬والشرطة‭ ‬والإطفاء‭ ‬فقد‭ ‬تضاعف‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬عدد‭ ‬المهن‭ ‬الخطرة‭ ‬التي‭ ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭.‬

وإذ‭ ‬نحيي‭ ‬أصحاب‭ ‬البدل‭ ‬البيضاء‭ ‬وملائكة‭ ‬الرحمة‭ ‬على‭ ‬استبسالهم‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بواجبهم‭ ‬النبيل‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬فإننا‭ ‬نحيي‭ ‬أيضا‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬القطاعات‭ ‬ممن‭ ‬آثروا‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬على‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬بحسب‭ ‬مقتضيات‭ ‬واجباتهم‭ ‬المهنية‭. ‬

وبذات‭ ‬الحرارة‭ ‬نحيي‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الرياضي،‭ ‬الذين‭ ‬شمروا‭ ‬عن‭ ‬سواعدهم‭ ‬وأبدوا‭ ‬استعدادهم‭ ‬الكامل‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬الميادين‭ ‬والساحات؛‭ ‬ليعملوا‭ ‬كما‭ ‬يعمل‭ ‬أي‭ ‬موظف،‭ ‬فهناك‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬بانتظارهم،‭ ‬فهم‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭.‬