ياسمينيات

في العيد “خلكم بعيد”

| ياسمين خلف

الأسبوعان‭ ‬الماضيان‭ ‬لم‭ ‬يكونا‭ ‬هينين‭ ‬أبدا‭ ‬على‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬رُصدت‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬المصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬وسُجلت‭ ‬حالات‭ ‬وفيات‭. ‬القلق‭ ‬دب‭ ‬بيننا‭ ‬ووضعنا‭ ‬أيدينا‭ ‬على‭ ‬قلوبنا‭ ‬من‭ ‬المقبل‭ ‬من‭ ‬الوضع،‭ ‬والذي‭ ‬قد‭ ‬يتجاوز‭ ‬فيه‭ ‬عدد‭ ‬الحالات‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لمراكز‭ ‬العزل‭ ‬والعلاج،‭ ‬ونسمع‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬حالات‭ ‬الوفيات،‭ ‬نعم‭ ‬أغلب‭ ‬حالات‭ ‬الإصابة‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬بالإرشادات‭ ‬الوقائية،‭ ‬لكن‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الإصابات‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬كذلك،‭ ‬أسر‭ ‬بأكملها‭! ‬والذين‭ ‬اعترفوا‭ ‬بأنهم‭ ‬لم‭ ‬يلتزموا‭ ‬بقواعد‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتناولوا‭ ‬وجبات‭ ‬إفطارهم‭ ‬مع‭ ‬أسرهم،‭ ‬فتسببوا‭ ‬بانتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬بين‭ ‬أقرب‭ ‬الناس‭ ‬إليهم،‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬كبار‭ ‬سن‭ ‬وأطفال‭ ‬رضع‭!‬

العيد‭ ‬على‭ ‬الأبواب،‭ ‬وكلنا‭ ‬مشتاقون‭ ‬لأهلنا‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬نرهم‭ ‬منذ‭ ‬أشهر،‭ ‬وكلنا‭ ‬نشعر‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬طعم‭ ‬للعيد‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬“لمة‭ ‬الأهل‭ ‬وغداء‭ ‬العيد”،‭ ‬لكن‭ ‬لنتذكر‭ ‬أننا‭ ‬مسؤولون،‭ ‬وأية‭ ‬إصابة‭ ‬جديدة‭ ‬نكون‭ ‬سببا‭ ‬فيها‭ ‬لعدم‭ ‬التقيد‭ ‬بالإرشادات‭ ‬الوقائية،‭ ‬حينها‭ ‬نحن‭ ‬المذنبون،‭ ‬بل‭ ‬نحن‭ ‬المجرمون‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬سيدخل‭ ‬الإنعاش‭ ‬وقد‭ ‬يفقد‭ ‬حياته‭.‬

ولنعلم‭ ‬أن‭ ‬أياً‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬المصابة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتوقع‭ ‬أصلا‭ ‬أن‭ ‬تُصاب‭ ‬بالفايروس،‭ ‬لكنها‭ ‬أصيبت‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬النهاية‭! ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬الحالات‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يعطي‭ ‬لنفسه‭ ‬العذر‭ ‬في‭ ‬التزاور‭ ‬والاختلاط‭ ‬بالمقربين‭ ‬منه‭ ‬بحُجة‭ ‬الشوق‭ ‬إليهم‭ ‬أو‭ ‬لأسباب‭ ‬خاصة،‭ ‬وللأسف‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬الحالات‭ ‬أبدت‭ ‬ندمها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬فيه‭ ‬الندم‭ ‬ينفع‭!‬

مؤلم‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يتمكن‭ ‬الابن‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬والده،‭ ‬وصعب‭ ‬على‭ ‬البنت‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تزور‭ ‬أمها‭ ‬مع‭ ‬أطفالها،‭ ‬لكن‭ ‬الأكثر‭ ‬ألماً‭ ‬أن‭ ‬تُصدم‭ ‬بخبر‭ ‬إصابة‭ ‬والدك‭ ‬بفايروس‭ ‬لا‭ ‬يقوى‭ ‬جسده‭ ‬على‭ ‬مقاومته،‭ ‬والأصعب‭ ‬أن‭ ‬يصلك‭ ‬خبر‭ ‬وفاة‭ ‬والدتك‭ ‬بعد‭ ‬دخولها‭ ‬العناية‭ ‬المركزة‭ ‬ولا‭ ‬تتمكن‭ ‬حينها‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬توديعها‭ ‬قبل‭ ‬دفنها‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬عزائها‭. ‬

كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقال‭ ‬العيد‭ ‬أكثر‭ ‬زهوا‭ ‬كما‭ ‬العيد‭ ‬دائماً،‭ ‬لا‭ ‬قاتماً،‭ ‬لكن‭ ‬خوفا‭ ‬عليكم،‭ ‬وحباً‭ ‬فيكم،‭ ‬في‭ ‬العيد‭ ‬“خلكم‭ ‬بعيد”‭.‬

 

ياسمينة‭: ‬

هي‭ ‬أزمة‭ ‬وستنجلي‭ ‬وعيدكم‭ ‬مبارك‭.‬