مشاوير... خدمة ولا أروع

| زهير توفيقي

تابعت‭ ‬كغيري‭ ‬التقرير‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬عن‭ ‬تدشين‭ ‬خدمة‭ ‬“مشاوير‭ ‬إنسانية”‭ ‬والتي‭ ‬أطلقها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الأيادي‭ ‬البيضاء‭ ‬لخدمة‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬وأصحاب‭ ‬الهمم‭ ‬ومن‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬كالسكلر‭ ‬وغسيل‭ ‬الكلى‭ ‬وغيره،‭ ‬ما‭ ‬يمكنهم‭ ‬من‭ ‬الالتزام‭ ‬بمواعيدهم‭ ‬ويسهل‭ ‬عليهم‭ ‬الانتقال‭ ‬بيسر‭.‬

بصراحة‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬هنا‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬أرفع‭ ‬القبعة‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأيادي‭ ‬البيضاء‭ ‬الذين‭ ‬رفضوا‭ ‬كشف‭ ‬هويتهم‭ ‬وكذلك‭ ‬إصرارهم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الخدمة‭ ‬بالمجان،‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الرائعة‭ ‬والكريمة‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعاني‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتعاليم‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭. ‬نعم‭... ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬ننادي‭ ‬به‭ ‬دائما،‭ ‬عمل‭ ‬الخير‭ ‬وكسب‭ ‬الثواب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬خلاقة‭ ‬ومبدعة‭ ‬وليس‭ ‬بالطريقة‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬مكررة‭ ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬لها،‭ ‬بل‭ ‬نصرف‭ ‬مبالغ‭ ‬ضخمة‭ ‬والعائد‭ ‬يكون‭ ‬ضعيفا‭ ‬جدا‭.‬

هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تشجع‭ ‬وتكون‭ ‬أنموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬به،‭ ‬فهي‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬أصل‭ ‬ومعدن‭ ‬أهل‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬وتمثل‭ ‬تأكيدا‭ ‬لمبدأ‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬للمحتاجين‭ ‬والمعسرين‭. ‬شخصيًا‭... ‬أناشد‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الرائد‭ ‬التعريف‭ ‬بأنفسهم‭ ‬ليس‭ ‬بهدف‭ ‬الشهرة‭ ‬أو‭ ‬مكاسب‭ ‬أخرى،‭ ‬بل‭ ‬ليكونوا‭ ‬عبرة‭ ‬للغير‭ ‬ودافعًا‭ ‬إلى‭ ‬انضمام‭ ‬أفراد‭ ‬آخرين،‭ ‬وذلك‭ ‬لتوسيع‭ ‬الدائرة‭ ‬وإضافة‭ ‬مركبات‭ ‬إضافية‭ ‬لتلبية‭ ‬طلبات‭ ‬المرضى‭ ‬والمحتاجين،‭ ‬وبهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬ستزيد‭ ‬دائرة‭ ‬الخدمات‭ ‬لتشمل‭ ‬كل‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مدنها‭ ‬وقراها،‭ ‬وأود‭ ‬هنا‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬تغطية‭ ‬الجميع‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬المذهب‭ ‬والديانة‭.‬

أراهن‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬الراقي‭ ‬سيلقي‭ ‬بظلاله‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين‭ ‬والوافدين،‭ ‬وسيكون‭ ‬بادرة‭ ‬وفرصة‭ ‬للجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لتقديم‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭. ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬والتجار‭ ‬والبنوك‭ ‬سيدعمون‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬بند‭ ‬المسؤولية‭ ‬المجتمعية،‭ ‬فتلك‭ ‬الجهات‭ ‬من‭ ‬خبرتي‭ ‬الطويلة‭ ‬السابقة‭ ‬لا‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬شريطة‭ ‬تقديم‭ ‬تلك‭ ‬المشاريع‭ ‬بطريقة‭ ‬احترافية‭ ‬وواضحة‭ ‬المعالم‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬مغالاة‭ ‬في‭ ‬الطرح‭ ‬وطلب‭ ‬دعم‭ ‬مادي‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬إبراز‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الجبار‭ ‬إعلاميا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإعلام‭ ‬المرئي‭ ‬والمسموع‭. ‬

أتمنى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬قلبي‭ ‬أن‭ ‬ينال‭ ‬اقتراحي‭ ‬المتواضع‭ ‬قبول‭ ‬الأشخاص‭ ‬أصحاب‭ ‬الأيادي‭ ‬البيضاء‭ ‬لتعزيز‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الفذ،‭ ‬وبارك‭ ‬الله‭ ‬عملكم‭ ‬وجهودكم‭ ‬الخيرة‭. ‬قال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬“أحبُّ‭ ‬الناسِ‭ ‬إلى‭ ‬اللهِ‭ ‬أنْفَعُهُمْ‭ ‬لِلنَّاسِ،‭ ‬وأحبُّ‭ ‬الأعمالِ‭ ‬إلى‭ ‬اللهِ‭ ‬عزَّ‭ ‬وجلَّ‭ ‬سُرُورٌ‭ ‬يدْخِلُهُ‭ ‬على‭ ‬مسلمٍ،‭ ‬أوْ‭ ‬يكْشِفُ‭ ‬عنهُ‭ ‬كُرْبَةً،‭ ‬أوْ‭ ‬يقْضِي‭ ‬عنهُ‭ ‬دَيْنًا،‭ ‬أوْ‭ ‬تَطْرُدُ‭ ‬عنهُ‭ ‬جُوعًا‭...)‬،‭ ‬تقبل‭ ‬الله‭ ‬صيامكم‭ ‬وقيامكم‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بألف‭ ‬خير‭.‬