كيف نحرر المحرر في اليمن؟!

| بدور عدنان

لا‭ ‬أعلم‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬أصدق‭ ‬نفسي‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬قلت‭ ‬إنني‭ ‬لم‭ ‬أتوقع‭ ‬ما‭ ‬استجد‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬اليمنية،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬متتبع‭ ‬للوضع‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يتوقع‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬أتوقعه‭ ‬هو‭ ‬توقيت‭ ‬حدوثه‭ ‬وسرعة‭ ‬تواتره‭.‬

فبعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬والمجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬عاد‭ ‬الوضع‭ ‬للتأزم‭ ‬اليوم‭ ‬خصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي‭ ‬الإدارة‭ ‬الذاتية‭ ‬في‭ ‬محافظات‭ ‬الجنوب‭ ‬اليمني‭... ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬استفز‭ ‬قوات‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬لتتحرك‭ ‬عسكرياً‭ ‬لقتال‭ ‬الجنوبي‭ ‬في‭ ‬عقر‭ ‬داره‭ ‬بمحافظة‭ ‬أبين‭ ‬ليعود‭ ‬الاشتباك‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬اللذين‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يقاتلا‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬ضد‭ ‬الحوثي‭.‬

رحا‭ ‬المعارك‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬مازالت‭ ‬مستمرة‭ ‬بين‭ ‬الشرعية‭ ‬والجنوبي‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬أبين‭ ‬“شرق‭ ‬عدن”‭ ‬حيث‭ ‬يتهم‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬منهم‭ ‬الآخر‭ ‬بعدم‭ ‬الالتزام‭ ‬باتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬وبنوده،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬يبررون‭ ‬عدم‭ ‬التزامهم‭ ‬بالاتفاق‭ ‬وحتى‭ ‬تحركاتهم‭ ‬العسكرية‭.‬

ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬اليوم‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لعاقل‭ ‬أن‭ ‬يفقهه،‭ ‬فالحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬والمجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي‭ ‬يصران‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقاتلا‭ ‬بعضهما‭ ‬عوضاً‭ ‬عن‭ ‬توجيه‭ ‬أسلحتهما‭ ‬للحوثي،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تفسيره‭ ‬بغير‭ ‬إعلاء‭ ‬المصلحة‭ ‬الفئوية‭ ‬والقبلية‭ ‬والجهوية‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬القومية‭.‬

تدخل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬كان‭ ‬بطلب‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬التي‭ ‬استنجدت‭ ‬بالسعودية‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لإنقاذ‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬مليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬اليمنيين‭ ‬أنفسهم‭ ‬لا‭ ‬يسيرون‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح‭ ‬لدحر‭ ‬الحوثي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انشغالهم‭ ‬بالصراع‭ ‬على‭ ‬السلطة‭!.‬

على‭ ‬الطرفين‭ ‬أن‭ ‬يعيا‭ ‬أمرا‭ ‬واحدا،‭ ‬أن‭ ‬الخاسر‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬تفوق‭ ‬الحوثي‭ -‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الحتمي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الاختلاف‭ ‬والشقاق‭ ‬بين‭ ‬الشرعية‭ ‬والانتقالي‭ ‬‭- ‬هو‭ ‬جميع‭ ‬اليمنيين،‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬الشرعية‭ ‬والانتقالي‭ ‬وأن‭ ‬الاقتتال‭ ‬في‭ ‬عدن‭ ‬لا‭ ‬طائل‭ ‬منه‭ ‬اليوم،‭ ‬فعدن‭ ‬محررة‭ ‬من‭ ‬الحوثي،‭ ‬لكن‭ ‬إن‭ ‬استمر‭ ‬القتال‭ ‬بين‭ ‬الشرعية‭ ‬والانتقالي‭ ‬سيقع‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تحمد‭ ‬عقباه‭ ‬بالتأكيد‭.‬