سوالف

ريادة “حكام البحرين” في تقدم المجتمع وازدهاره

| أسامة الماجد

الجميع‭ ‬يعرف‭ ‬أصالة‭ ‬التربة‭ ‬البحرينية‭ ‬وعراقتها‭ ‬في‭ ‬الحضارة،‭ ‬وأن‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭ ‬العزيز‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬ميادين‭ ‬الحياة،‭ ‬وقد‭ ‬دل‭ ‬التاريخ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حكام‭ ‬“آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام”‭ ‬عرفوا‭ ‬بسداد‭ ‬الفكر‭ ‬والشجاعة‭ ‬والعمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تقدم‭ ‬المجتمع‭ ‬وازدهاره‭.‬

لقد‭ ‬اطلعت‭ ‬على‭ ‬الكتاب‭ ‬القيم‭ ‬“البروتوكولات‭ ‬والمراسم‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة”‭ ‬للكاتب‭ ‬والمؤرخ‭ ‬راشد‭ ‬عيسى‭ ‬الجاسم‭ ‬والذي‭ ‬يبين‭ ‬العمل‭ ‬التنظيمي‭ ‬الكبير‭ ‬للتقدم‭ ‬والبناء‭ ‬الحضاري‭ ‬للبحرين‭ ‬منذ‭ ‬أزمان‭ ‬بعيدة،‭ ‬وفي‭ ‬تقديمه‭ ‬للكتاب‭ ‬يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬والمدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمركز‭ ‬عيسى‭ ‬الثقافي‭ ‬“فقد‭ ‬أكد‭ ‬الكتاب،‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬المراسم‭ ‬الملكية‭ ‬وأعراف‭ ‬الحكم‭ ‬الرشيد‭ ‬في‭ ‬عصرها‭ ‬الحالي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬وليدة‭ ‬اللحظة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬لحكام‭ ‬البحرين‭ ‬عادات‭ ‬وأعرافا‭ ‬وممارسات‭ ‬ملكية‭ ‬عريقة‭ ‬توارثوها‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬البحرينية‭ ‬الحديثة،‭ ‬مما‭ ‬يتيح‭ ‬لقارئ‭ ‬الكتاب‭ ‬فهم‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬الملكية‭ ‬الرائدة‭ ‬تاريخيا‭.‬

ريادة‭ ‬البحرين‭ - ‬وتقدمها‭ - ‬مدونة‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬الإشراق،‭ ‬فقد‭ ‬كتب‭ ‬الشيخ‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬القناعي‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬رواد‭ ‬النهضة‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬مقالا‭ ‬نشر‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬الكويت‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1928‭ ‬عن‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بعدما‭ ‬زارها‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬“لا‭ ‬أريد‭ ‬من‭ ‬مقالي‭ ‬هذا‭ ‬بيان‭ ‬ما‭ ‬للبلدية‭ ‬من‭ ‬منافع‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬البلاد،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬أمر‭ ‬محسوس‭ ‬لا‭ ‬ينكره‭ ‬إلا‭ ‬معتوه،‭ ‬إنما‭ ‬أريد‭ ‬الحكم‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الوجهة‭ ‬الشرعية‭ ‬وبيان‭ ‬ما‭ ‬لبلدية‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬الأخص‭ ‬من‭ ‬الأثر‭ ‬الجميل‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قدوة‭ ‬صالحة‭ ‬لبلاد‭ ‬العرب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬للنظافة‭ ‬آية‭ ‬ولا‭ ‬تعيرها‭ ‬أدنى‭ ‬اهتمام”‭. ‬والمعروف‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تأسيس‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬1919‭ ‬وذلك‭ ‬بإنشاء‭ ‬بلدية‭ ‬المنامة‭ ‬وتعد‭ ‬أول‭ ‬بلدية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والثالثة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭.‬

وكتب‭ ‬أيضا‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الرشيد‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬ومدير‭ ‬مجلة‭ ‬الكويت‭ ‬عن‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬1930‭ ‬“تمشي‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬الإصلاح‭ ‬بخطوات‭ ‬واسعة‭ ‬لم‭ ‬يعهد‭ ‬أن‭ ‬قطرا‭ ‬عربيا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬مشاها،‭ ‬ففي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬حققت‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬الموقرة‭ ‬أمنية‭ ‬مشروع‭ ‬إنارة‭ ‬ذلك‭ ‬القطر‭ ‬بالكهرباء‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬تاقت‭ ‬نفوس‭ ‬الآهلين‭ ‬إليه”‭.‬