لقطة

الألمان.. ودرس في كرة القدم!

| أحمد كريم

قبل‭ ‬أن‭ ‬تخيم‭ ‬جائحة‭ ‬الكورونا‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الدوري‭ ‬الألماني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬المسابقة‭ ‬الأقوى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لكن‭ ‬الوضع‭ ‬تغير‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬وباتت‭ ‬البوندسليغا‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬المسابقات‭ ‬العائدة‭ ‬إلى‭ ‬المستطيل‭ ‬الأخضر‭ ‬متحدية‭ ‬الوباء‭ ‬المخيف‭ ‬من‭ ‬خلف‭ ‬الأبواب‭ ‬ووفق‭ ‬البروتوكولات‭ ‬الصحية‭ ‬المشددة‭. ‬

‭  ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬ربما‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬إقدام‭ ‬ألمانيا‭ ‬على‭ ‬استئناف‭ ‬مسابقاتها‭ ‬الكروية،‭ ‬مغامرة‭ ‬غير‭ ‬محسوبة‭ ‬المخاطر،‭ ‬وغالبية‭ ‬الألمان‭ ‬أنفسهم‭ ‬غير‭ ‬مؤيدين‭ ‬لهذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العقلية‭ ‬الألمانية،‭ ‬تدرك‭ ‬تماما‭ ‬أن‭ ‬الماكينات‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬لها‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬متوقفة‭ ‬عن‭ ‬العمل‭!‬

‭  ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬عملاق‭ ‬الصناعة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬قدم‭ ‬للعالم‭ ‬مثالا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الرياضي‭ ‬وفي‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬باستئناف‭ ‬نشاط‭ ‬لعبة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أبدا‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الاهتمامات‭ ‬الحضارية،‭ ‬والصورة‭ ‬النمطية‭ ‬التي‭ ‬يفتخر‭ ‬بها‭ ‬الألمان‭ ‬كونهم‭ ‬أباطرة‭ ‬الساحرة‭ ‬المستديرة‭ ‬وأبطالها‭ ‬التاريخيين‭.‬

‭  ‬لذلك،‭ ‬ووفق‭ ‬المتغيرات‭ ‬الحاصلة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وما‭ ‬فرضته‭ ‬من‭ ‬تحديات،‭ ‬استطاع‭ ‬الألمان‭ ‬أن‭ ‬يتقدموا‭ ‬الصفوف‭ ‬ويعلنوا‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم‭ ‬كصناع‭ ‬رائدين‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬التي‭ ‬ستتأثر‭ ‬كثيرا‭ ‬جراء‭ ‬استمرار‭ ‬توقفها‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬البلدان‭ ‬وما‭ ‬تترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬استنزاف‭ ‬مالي‭ ‬وإفلاس‭ ‬بعض‭ ‬الأندية،‭ ‬فيما‭ ‬أجبرت‭ ‬البقية‭ ‬الناجية‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬عقلية‭ ‬البذخ‭ ‬الصارخ‭. ‬

‭  ‬وبينما،‭ ‬تدرس‭ ‬إنجلترا‭ ‬وأسبانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬طرق‭ ‬العودة،‭ ‬أشعلت‭ ‬ألمانيا‭ ‬شعلة‭ ‬المنافسات،‭ ‬وأثبتت‭ ‬للعالم‭ ‬أنها‭ ‬بلد‭ ‬يستطيع‭ ‬النهوض‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الركام‭ ‬الذي‭ ‬خلفه‭ ‬كورونا،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬المسابقة‭ ‬الألمانية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬فهي‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬اليوم‭ ‬لأنها‭ ‬متنفس‭ ‬ملايين‭ ‬الناس‭ ‬الوحيد‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭.‬

‭  ‬ويبدو‭ ‬التحدي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬تواجهه‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬ليس‭ ‬وفرة‭ ‬المال‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬لاستقطاب‭ ‬نجوم‭ ‬اللعبة،‭ ‬وإنما‭ ‬الكيفية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬اللاعبين‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بالوباء،‭ ‬وهذا‭ ‬التحدي‭ ‬نجحت‭ ‬فيه‭ ‬ألمانيا‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬فهي‭ ‬أقل‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تضررا‭ ‬بفضل‭ ‬بنيتها‭ ‬الصحية‭ ‬القوية‭. ‬والأيام‭ ‬المقبلة‭ ‬ستثبت‭ ‬لنا‭ ‬الكثير‭.‬