هل تعلمنا من دروس رمضان “الكوروني”؟

| خالد موسى البلوشي

‬سينقضي‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة،‭ ‬ويرحل‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬علمنا‭ ‬درسا‭ ‬مفيدا‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الكورونا‭ ‬وفقد‭ ‬قضينا‭ ‬لياليه‭ ‬المباركة‭ ‬بين‭ ‬جدران‭ ‬منازلنا،‭ ‬بعيدين‭ ‬عن‭ ‬مساجدنا‭ ‬ومجالسنا،‭ ‬وممارسة‭ ‬عاداتنا‭ ‬التي‭ ‬اعتدنا‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭.‬

تعلمنا‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬المبارك‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬أرض‭ ‬خصبة‭ ‬للتكافل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فقيادتها‭ ‬داعمة‭ ‬ومشاركة‭ ‬في‭ ‬المبادرات‭ ‬الخيرية،‭ ‬وشعبها‭ ‬بذرتهم‭ ‬صالحة‭ ‬ومتربية‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬الخير‭ ‬كأفراد‭ ‬أو‭ ‬ضمن‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬التي‭ ‬كفل‭ ‬حرية‭ ‬عملها‭ ‬الدستور‭ ‬البحريني‭ ‬ونظم‭ ‬عملها‭ ‬القانون،‭ ‬فالتكافل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬سمة‭ ‬جميلة‭ ‬وأصيلة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬“نقصة”‭ ‬رمضان‭ ‬اليومية‭ ‬بين‭ ‬الجيران‭ ‬إلى‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬المعيشية‭ ‬على‭ ‬إنسان‭ ‬تضرر‭ ‬من‭ ‬الكورونا‭ ‬بعيد‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬لونه‭ ‬وعرقه،‭ ‬وأصبح‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬كيف‭ ‬نسعد‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬بان‭ ‬جلياً‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬والمبادرات‭ ‬الراقية‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬ودخول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬والتجارية‭ ‬والأفراد‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين‭.‬

تعلمنا‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬أن‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬العين،‭ ‬والكف‭ ‬عن‭ ‬تقبيل‭ ‬جبين‭ ‬أعز‭ ‬البشر‭ ‬للقلب،‭ ‬وقد‭ ‬اعتدنا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬أول‭ ‬الحاضنين‭ ‬لهم‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬دخول‭ ‬الشهر‭ ‬أو‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬بل‭ ‬مع‭ ‬طلوع‭ ‬شمس‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬لأخذ‭ ‬بركة‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الوالدين،‭ ‬فأصبح‭ ‬بعضنا‭ ‬يسلم‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬بالإشارة‭ ‬وجها‭ ‬لوجه،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شاشة‭ ‬أو‭ ‬سماعة‭ ‬الجوال،‭ ‬وأصبح‭ ‬من‭ ‬البر‭ ‬بالوالدين‭ ‬عدم‭ ‬تقبيلهم‭ ‬خوفاً‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬الكورونا،‭ ‬وهذا‭ ‬درس‭ ‬بأننا‭ ‬قد‭ ‬نجبر‭ ‬على‭ ‬قطع‭ ‬وصال‭ ‬أعز‭ ‬البشر‭ ‬على‭ ‬قلوبنا‭ ‬من‭ ‬الوالدين‭ ‬والاهل‭ ‬والخلان،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬قد‭ ‬مرت‭ ‬علينا‭ ‬أزمنة‭ ‬قطعنا‭ ‬وصالهم‭ ‬بمحض‭ ‬إرادتنا‭ ‬بالانشغال‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬الحياة‭.‬

‭ ‬تعلمنا‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬أساسيات‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬كالتعبد‭ ‬والتقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬حتى‭ ‬وأن‭ ‬أغلقت‭ ‬المساجد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الجلوس‭ ‬مع‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬الصغيرة‭ ‬جميل‭ ‬بكل‭ ‬معانيه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كنا‭ ‬نقضيه‭ ‬في‭ ‬التنقل‭ ‬بين‭ ‬المجالس‭ ‬والليالي‭ ‬الرمضانية،‭ ‬والمجاملات‭ ‬والبروتكولات،‭ ‬وإن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الثانوية‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬حيث‭ ‬كنا‭ ‬نضعها‭ ‬ضمن‭ ‬الأساسيات‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭.‬

ويبقى‭ ‬السؤال‭: ‬هل‭ ‬تعلمنا‭ ‬الدرس؟‭ ‬أم‭ ‬سنعود‭ ‬كما‭ ‬كنا‭!‬

 

تغريدة

الشَّدائد‭ ‬قرائن‭ ‬اللَّطائف،‭ ‬تأتي‭ ‬الشِّدة‭ ‬وفي‭ ‬خفاياها‭ ‬لُطفٌ‭ ‬كثير‭.‬