ديمومة النماء

| د. عبدالله الحواج

الإنسان‭ ‬هو‭ ‬رمز‭ ‬النماء،‭ ‬هو‭ ‬نموذجه‭ ‬الحي،‭ ‬ودليله‭ ‬المبني‭ ‬للمعلوم،‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإثنين‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الموجهين‭ ‬بالتعاطي‭ ‬الأدق‭ ‬مع‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن،‭ ‬مع‭ ‬السلع‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬والمنتجات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والأجهزة‭ ‬الدقيقة،‭ ‬سموه‭ ‬لم‭ ‬يتأخر‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬داعمًا‭ ‬لتطلعاته،‭ ‬ولم‭ ‬يتردد‭ ‬لحظة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للنماء‭ ‬المستدام‭ ‬تلك‭ ‬الديمومة‭ ‬التي‭ ‬تحرك‭ ‬الساكن‭ ‬من‭ ‬مياه،‭ ‬والثابت‭ ‬من‭ ‬قواعد،‭ ‬والناضج‭ ‬من‭ ‬ثمرات،‭ ‬وجه‭ ‬بإجلاله‭ ‬المعهود،‭ ‬وحرصه‭ ‬المشهود‭ ‬مختلف‭ ‬الوزارات‭ ‬وأجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬المستقبلية‭ ‬متوافقة‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬الجائحة،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬النماء‭ ‬المتألق‭ ‬هو‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يعملون‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يعملون،‭ ‬من‭ ‬يعلمون‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يعلمون،‭ ‬من‭ ‬يدركون‭ ‬بأن‭ ‬التاريخ‭ ‬سوف‭ ‬يسطر‭ ‬أحرفًا‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يُعد‭ ‬نفسه‭ ‬للتعامل‭ ‬بإجادة‭ ‬مع‭ ‬عصر‭ ‬كورونا،‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬بأن‭ ‬الخطر‭ ‬المحدق‭ ‬لا‭ ‬يصيب‭ ‬موقعًا‭ ‬ويترك‭ ‬آخر،‭ ‬ولا‭ ‬يُلحق‭ ‬الأذى‭ ‬بشخص‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتأثر‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭.‬

كلنا‭ ‬في‭ ‬سفينة‭ ‬المرحلة‭ ‬متشبثون‭ ‬بالحياة،‭ ‬بالنماء،‭ ‬بالبذل‭ ‬والعطاء،‭ ‬وخليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬يصل‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬بواكر‭ ‬المواعيد،‭ ‬يتقدم‭ ‬الصفوف،‭ ‬يذود‭ ‬عن‭ ‬الأهل‭ ‬والأصحاب‭ ‬وكل‭ ‬مفردات‭ ‬الوطن،‭ ‬ويوجه‭ ‬بالتي‭ ‬هي‭ ‬أقوم،‭ ‬ويتابع‭ ‬التنفيذ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أجهزة‭ ‬شديدة‭ ‬الإجادة‭ ‬عند‭ ‬حسن‭ ‬التصرف،‭ ‬ويشدد‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬عمره‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬منح‭ ‬المواطن‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬في‭ ‬معاول‭ ‬التنمية،‭ ‬دور‭ ‬طبيعي‭ ‬طليعي‭ ‬يجسد‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات،‭ ‬وأدوار‭ ‬أخرى‭ ‬مصيرية‭ ‬يتجلى‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬يستطيع‭ ‬القيام‭ ‬بمسئولياته‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬وبأعماله،‭ ‬وهي‭ ‬كامل‭ ‬النضج‭ ‬والاحتساب‭.‬

سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬يتحدث‭ ‬دائمًا‭ ‬عن‭ ‬التعليم،‭ ‬عن‭ ‬الجامعات؛‭ ‬باعتبارها‭ ‬منارات‭ ‬إشعاع،‭ ‬ومراكز‭ ‬تنوير،‭ ‬ونحن‭ ‬كأساتذة‭ ‬جامعات‭ ‬نقف‭ ‬من‭ ‬ورائه‭ ‬نشد‭ ‬من‭ ‬الأزر،‭ ‬ونرتب‭ ‬مع‭ ‬سموه‭ ‬الصفوف،‭ ‬ونطلق‭ ‬مع‭ ‬أبجديات‭ ‬اللحظة،‭ ‬شعارات‭ ‬قابلة‭ ‬للتطبيق،‭ ‬ونظريات‭ ‬جاهزة‭ ‬للتحول‭ ‬بسرعة‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬ومشكلات‭ ‬الإنسان‭ ‬المعاصر‭.‬

كورونا‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬شيئًا‭ ‬لنا‭ ‬كي‭ ‬نتقاعس‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬أو‭ ‬نتكاسل‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬مرمى‭ ‬الخطر،‭ ‬أو‭ ‬نتغافل‭ ‬وجميعنا‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬القصف‭ ‬العنيف‭.‬

أرقامنا‭ ‬من‭ ‬كورونا‭ ‬مازالت‭ ‬في‭ ‬المتناول،‭ ‬فحوصاتنا‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬إجراءات‭ ‬الاحتراز‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬مازالت‭ ‬على‭ ‬المحك،‭ ‬فإنها‭ ‬تتقدم‭ ‬بخطى‭ ‬متسارعة‭ ‬نحو‭ ‬تباعد‭ ‬اجتماعي‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وشراسة‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ومازال‭ ‬ممسكًا‭ ‬بخيوط‭ ‬الملف‭ ‬الاحترازي،‭ ‬محققًا‭ ‬أبلغ‭ ‬درجات‭ ‬التكاتف‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬ومع‭ ‬الحبر‭ ‬الموجه‭ ‬لأدبيات‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الوباء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬المنظومة‭ ‬كلها‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬والأمل‭ ‬الكبير‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬محصورًا‭ ‬في‭ ‬شعار‭ ‬“كن‭ ‬حذرًا”‭ ‬أو‭ ‬“Be Aware”‭ ‬أو‭ ‬اجلس‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬لكنه‭ ‬تخطاه‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬الإنتاج‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬“أون‭ ‬لاين”‭ ‬أو‭ ‬إلكترونيًا‭ ‬مع‭ ‬حفظ‭ ‬الألقاب،‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التحرك‭ ‬الأكاديمي‭ ‬السريع؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬مواكبًا‭ ‬لشجاعة‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬والأمنية‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬الصفوف،‭ ‬وأرست‭ ‬قواعد‭ ‬الأمان‭ ‬والاطمئنان،‭ ‬وتُوجت‭ ‬بأعلى‭ ‬الأوسمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لقاء‭ ‬خدماتها‭ ‬الإنسانية‭.‬