من جديد

“بينها وبينه”!

| د. سمر الأبيوكي

ثمة‭ ‬علاقة‭ ‬منهكة‭ ‬بين‭ ‬قوة‭ ‬جذب‭ ‬وشد‭ ‬تروقني‭ ‬كثيرا‭! ‬فأنا‭ ‬ممن‭ ‬يعشقن‭ ‬كل‭ ‬غريب‭ ‬وجديد،‭ ‬وإن‭ ‬بدوت‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬امرأة‭ ‬كلاسيكية‭ ‬تعزف‭ ‬البيانو‭ ‬وتهوى‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل،‭ ‬ولا‭ ‬تبدأ‭ ‬يومها‭ ‬دون‭ ‬فنجان‭ ‬قهوتها‭ ‬المعتاد‭! ‬إن‭ ‬صادفت‭ ‬من‭ ‬تشبهني‭ ‬لا‭ ‬تعجل‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬حكم‭ ‬مسبق‭ ‬عليها،‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬الحكمة‭ ‬المصطنعة‭ ‬غلافا‭ ‬لجنون‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬هوادة،‭ ‬وإن‭ ‬صادفتها‭ ‬في‭ ‬جنونها،‭ ‬لا‭ ‬تظلمها،‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لن‭ ‬يصدقه‭ ‬غيرك‭ ‬عنها،‭ ‬هي‭ ‬وجهان‭ ‬لعملة‭ ‬واحدة،‭ ‬تتأرجح‭ ‬بين‭ ‬كفتي‭ ‬ميزانها‭ ‬الخاص،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬أنت‭ ‬الرابح‭ ‬الأكبر‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬سواك‭.‬

عزيزي‭ ‬الغائب‭ ‬الحاضر،‭ ‬لماذا‭ ‬تفترض‭ ‬أن‭ ‬أمرا‭ ‬خارقا‭ ‬يجمعني‭ ‬بك،‭ ‬وتستغرب‭ ‬راحة‭ ‬نفسك‭ ‬عند‭ ‬لقائي‭ ‬وتجمع‭ ‬وتطرح‭ ‬وتقسم،‭ ‬فتستنتج‭ ‬أنه‭ ‬أمر‭ ‬فوق‭ ‬العادة،‭ ‬لا‭ ‬يستقيم‭ ‬أبدا‭!‬

من‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬امرأة‭ ‬مثلي‭ ‬تود‭ ‬استقامة‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تؤمن‭ ‬به‭! ‬كن‭ ‬كما‭ ‬أنت،‭ ‬وسأكون‭ ‬كما‭ ‬أنا،‭ ‬لا‭ ‬الريح‭ ‬تجمعنا‭ ‬ولا‭ ‬تفرق‭ ‬بيننا،‭ ‬وحينها‭ ‬تذكرني‭ ‬جيدا‭ ‬عندما‭ ‬تمنيت‭ ‬منذ‭ ‬عقد‭ ‬مضى‭ ‬أن‭ ‬يغيب‭ ‬عقلك‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬الوعي‭ ‬واللاوعي،‭ ‬بين‭ ‬المنطق‭ ‬واللامنطق،‭ ‬مستميلا‭ ‬للبحث‭ ‬بين‭ ‬خبايا‭ ‬ذاتك‭ ‬معلنا‭ ‬استراحة‭ ‬المحارب‭... ‬متسائلة‭ ‬وكلي‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬تستفيق‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبغي‭ ‬دون‭ ‬عناء‭ ‬الموازنة‭ ‬الفكرية‭ ‬الدقيقة،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حرا‭ ‬طليقا‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬وليدا‭.‬

 

وإن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعلم‭ ‬فدعني‭ ‬أخبرك،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬القراءات‭ ‬والبحوث‭ ‬لا‭ ‬حقيقة‭ ‬للخوف‭ ‬سوى‭ ‬ما‭ ‬نصنعه‭ ‬نحن‭ ‬وحدنا،‭ ‬نعيشه‭ ‬ونرسمه‭ ‬ونسجن‭ ‬أنفسنا‭ ‬فيه،‭ ‬ثم‭ ‬نلوم‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬تقصيرهم‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬استيعابهم‭ ‬ذاتنا،‭ ‬أو‭ ‬تقبلهم‭ ‬لنا،‭ ‬والواقع‭ ‬يقول‭ ‬إننا‭ ‬من‭ ‬نترجم‭ ‬أنفسنا‭ ‬بلغة‭ ‬خاطئة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬سببا‭ ‬كفيلا‭ ‬برسم‭ ‬جدران‭ ‬تحول‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬الآخرين‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬بيني‭ ‬وبينك‭! ‬تحياتي‭ ‬لك‭.‬