كلاكيت المستشارين الوافدين

| عباس العمران

رغم‭ ‬أن‭ ‬نقل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القصص‭ ‬مؤلم‭ ‬حقا،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬العمل،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الحال‭ ‬يستوجب‭ ‬ذلك،‭ ‬فتزايد‭ ‬أعداد‭ ‬المستشارين‭ ‬الوافدين‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬يتطلب‭ ‬وقفة‭ ‬تأملية‭ ‬طويلة‭ ‬لتفهم‭ ‬طبيعة‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الدرامي،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إيقاع‭ ‬موسيقي‭ ‬مُصاحب‭ ‬لتعيش‭ ‬الحالة‭ ‬بتفاصيلها،‭ ‬كما‭ ‬يُراد‭ ‬لك‭ ‬ذلك،‭ ‬فالمشهد‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬يُوصل‭ ‬لنا‭ ‬رسالة‭ ‬واقعية‭ ‬مؤلمة‭ ‬نعيشُ‭ ‬تفاصيلها‭.‬

ليس‭ ‬المقصود‭ ‬أن‭ ‬نخلق‭ ‬للقصة‭ ‬سيقانا‭ ‬وأغصانا‭ ‬وأوراقا،‭ ‬بكل‭ ‬تجرد‭ ‬وواقعية‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬لبحث‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬المهم‭ ‬وتوطين‭ ‬الوظائف‭ ‬الاستشارية‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬فالطاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬موجودة‭ ‬ويستطيع‭ ‬أي‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬مؤسسة‭ ‬الوصول‭ ‬لها‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬هذه‭ ‬الوظائف‭. ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬وضع‭ ‬لنا‭ ‬البعض‭ ‬أعذارا‭ ‬وحججا‭ ‬لإبعاد‭ ‬المواطن‭ ‬وإقصائه‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬المؤهلات‭ ‬التي‭ ‬يملكها‭ ‬الوافد،‭ ‬نقول‭.. ‬لكم‭ ‬كامل‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬جميع‭ ‬أساليب‭ ‬التقييم‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬يعتمدها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬اختيار‭ ‬وترشيح‭ ‬الموظف‭ ‬الكفء،‭ ‬والتي‭ ‬أشك‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تطبيقها‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوافدين،‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تطبقها‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬وأن‭ ‬تدقق‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬مؤهلاتهم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الاطمئنان‭ ‬الذي‭ ‬يُرضي‭ ‬ضميرك‭ ‬وقلبك‭ ‬الحاني‭ ‬على‭ ‬المؤسسة‭ ‬أيها‭ ‬المسؤول‭.‬

لا‭ ‬نُبيح‭ ‬سرا‭ ‬إن‭ ‬قُلنا‭ ‬إن‭ ‬المستشارين‭ ‬الوافدين‭ ‬أصبحوا‭ ‬يشكلون‭ ‬لنا‭ ‬مشكلة‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬مؤسساتنا،‭ ‬وبتنا‭ ‬متيقنين‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬أحق‭ ‬بهذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬وأجدر،‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬انخرط‭ ‬بكل‭ ‬مسؤولية‭ ‬وإخلاص‭ ‬في‭ ‬“فريق‭ ‬البحرين”‭ ‬وفي‭ ‬الحملات‭ ‬التطوعية‭ ‬المختلفة‭ ‬للذود‭ ‬عن‭ ‬تراب‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات‭ ‬والظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬والذي‭ ‬أبهر‭ ‬العالم‭ ‬وأذهلهُ‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤوليات‭ ‬العظيمة‭ ‬لهو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬الوظائف‭ ‬الاستشارية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬يحتلها‭ ‬الوافدون‭ ‬بامتيازات‭ ‬لا‭ ‬يتحصلون‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭. ‬نعم،‭ ‬لقد‭ ‬آن‭ ‬أوان‭ ‬إحلال‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المواقع‭ ‬دون‭ ‬تردد‭ ‬أو‭ ‬تأجيل‭.‬

 

ختاما،‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬جواب‭ ‬على‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬النائب‭ ‬إبراهيم‭ ‬النفيعي‭ ‬مؤخرا‭ ‬حيث‭ ‬تساءل‭ ‬“هل‭ ‬تنتظر‭ ‬الحكومة‭ ‬تقارير‭ ‬أكثر‭ ‬لتبدأ‭ ‬تغيير‭ ‬سياسات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وتوطين‭ ‬الوظائف”؟‭.‬