أما حان الوقت للحظر الكلي؟

| بدور عدنان

تصاعدت‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬استهتار‭ ‬وعدم‭ ‬التزام‭ ‬بالتعليمات‭ ‬والإرشادات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬وأهمها‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالجلوس‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فالقفزات‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين‭ ‬بالمرض‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬غير‭ ‬ملتزمة‭ ‬إطلاقا‭ ‬بهذه‭ ‬التعليمات‭.‬

نعم‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬منا‭ ‬ملتزم‭ ‬بالتعليمات‭ ‬ولا‭ ‬يغادر‭ ‬المنزل‭ ‬إلا‭ ‬للضرورة،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬ننكر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬بهذه‭ ‬التعليمات‭ ‬ومازالت‭ ‬تستسهل‭ ‬المرض‭ ‬معرضة‭ ‬حياتها‭ ‬وحياة‭ ‬الآخرين‭ ‬للخطر‭.‬

ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬حكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لمكافحة‭ ‬الكورونا،‭ ‬خطوات‭ ‬يشار‭ ‬لها‭ ‬بالبنان‭ ‬عالميا،‭ ‬لكن‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤتي‭ ‬أكلها‭ ‬دون‭ ‬تعاون‭ ‬والتزام‭ ‬تام‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬مواطني‭ ‬ومقيمي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالتعليمات‭ ‬والإرشادات‭.‬

أعتقد‭ ‬بل‭ ‬أجزم‭ ‬بأننا‭ ‬بلغنا‭ ‬مرحلة‭ ‬مهمة‭ ‬ومفصلية‭ ‬في‭ ‬مواجهتنا‭ ‬الفيروس،‭ ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬مقاومة‭ ‬المرض‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬به،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬مكوثنا‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬أمر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نلتزم‭ ‬به‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬طوعا‭ ‬فبقوة‭ ‬القانون،‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ ‬ينسف‭ ‬استهتار‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬والتزام‭ ‬الأغلبية‭ ‬الماكثة‭ ‬في‭ ‬منازلهم،‭ ‬لذلك‭ ‬أعتقد‭ ‬أننا‭ ‬بلغنا‭ ‬مرحلة‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالقانون‭ ‬وإجبار‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬اتباع‭ ‬التعليمات،‭ ‬فأنا‭ ‬اليوم‭ ‬أضم‭ ‬صوتي‭ ‬للأصوات‭ ‬المنادية‭ ‬بضرورة‭ ‬فرض‭ ‬الحظر‭ ‬الكلي‭ ‬خصوصا‭ ‬أننا‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬العيد‭ ‬حيث‭ ‬يكثر‭ ‬التزاور‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬ما‭ ‬يرفع‭ ‬فرص‭ ‬انتشار‭ ‬المرض‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭.‬

رسالة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يستهتر‭ ‬ويتساهل‭ ‬بالأمر،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يبات‭ ‬خارج‭ ‬المنزل‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬حمايتك،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬تترك‭ ‬أبناءها‭ ‬ولا‭ ‬تجتمع‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬سفرة‭ ‬الإفطار‭ ‬لسلامتك،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬أصيب‭ ‬بالمرض‭ ‬وهو‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يحتوي‭ ‬المرض‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يصلك،‭ ‬فإن‭ ‬كانت‭ ‬حياتك‭ ‬لا‭ ‬تعنيك‭ ‬بالله‭ ‬عليك‭ ‬خاف‭ ‬الله‭ ‬فيهم‭ ‬وقر‭ ‬في‭ ‬منزلك‭.‬