صور مختصرة

“لمبخّر ما يلحق على لمدخّن”

| عبدالعزيز الجودر

تتناقل‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬عشرات‭ ‬الفيديوهات‭ ‬والتسجيلات‭ ‬المؤلمة‭ ‬لأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية‭ ‬المقيمة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وهي‭ ‬تجوب‭ ‬الشوارع‭ ‬“هدد”‭ ‬وغير‭ ‬مكترثة‭ ‬بخطورة‭ ‬الموقف‭ ‬الصحي،‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬مشكورة‭ ‬استخدمت‭ ‬معهم‭ ‬كل‭ ‬الطرق‭ ‬الحضارية‭ ‬والأساليب‭ ‬الودية‭ ‬واستعانت‭ ‬بالطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬لتوجيههم‭ ‬بالابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التجمعات‭ ‬وبلغاتهم‭ ‬المختلفة‭.‬

وبالنسبة‭ ‬لتلك‭ ‬الطوابير‭ ‬الطويلة‭ ‬داخل‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية‭ ‬لاستلام‭ ‬وجبة‭ ‬الإفطار،‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬اعتراض‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬الخيرية‭ ‬بل‭ ‬نشجعها‭ ‬كشعب‭ ‬يحب‭ ‬الخير‭ ‬للغير،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬لكن‭ ‬توقيتها‭ ‬وطريقة‭ ‬تنفيذها‭ ‬تحتاج‭ ‬مراجعة‭ ‬جادة‭ ‬وعاجلة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصحية‭ ‬الحرجة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة،‭ ‬فشعب‭ ‬البحرين‭ ‬متقيد‭ ‬بالتعليمات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والإرشادات‭ ‬الوقائية،‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬قام‭ ‬بتطبيق‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬أعز‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الواحد‭.‬

في‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬الطامة‭ ‬الكبرى‭ ‬أن‭ ‬أكثرية‭ ‬أولئك‭ ‬الآسيويين‭ ‬لهم‭ ‬اتصال‭ ‬مباشر‭ ‬ومتواصل‭ ‬ويتعاملون‭ ‬مع‭ ‬عموم‭ ‬المواطنين‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬فبينهم‭ ‬عمال‭ ‬توصيل‭ ‬المنازل‭ ‬والسباك‭ ‬والكهربائي‭ ‬والنجار‭ ‬والزراع‭ ‬والعامل‭ ‬في‭ ‬البرادات‭ ‬والمطاعم‭ ‬والمحلات‭ ‬الكهربائية‭ ‬والإلكترونية‭ ‬وصالونات‭ ‬الحلاقة‭ ‬والورش‭ ‬والكراجات‭ ‬“واللي‭ ‬يغسلون‭ ‬السيارات”‭ ‬وقائمة‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬الأخرى‭.‬

بدورها‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬مشكورة‭ ‬تعلن‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬عن‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬لحالات‭ ‬قائمة‭ ‬جديدة‭ ‬للعمالة‭ ‬الوافدة،‭ ‬وهناك‭ ‬جهود‭ ‬كبيرة‭ ‬تبذل‭ ‬من‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬والتمريضية‭ ‬والمتطوعين‭ ‬وقطاعات‭ ‬الدولة‭ ‬المختلفة،‭ ‬جميعهم‭ ‬يعملون‭ ‬كفريق‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬احتواء‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬التنفسي،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬“لمبخّر‭ ‬ما‭ ‬يلحق‭ ‬على‭ ‬لمدخّن”‭.‬

لهذا‭ ‬المطلوب‭ ‬فورا‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لهذه‭ ‬التصرفات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬تحصل‭ ‬دون‭ ‬قصد‭ ‬منهم،‭ ‬لكنها‭ ‬“بتودينه‭ ‬في‭ ‬تله”،‭ ‬وقتها‭ ‬لن‭ ‬ينفع‭ ‬الندم،‭ ‬والأدلة‭ ‬والشواهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كثيرة‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬