الذكاء الإستراتيجي.. عنوان النجاح في صناعة المستقبل لأمير الضمير

| عادل عيسى المرزوق

لأجل‭ ‬الوطن‭ ‬وأبنائه‭ ‬وقاطنيه‭ ‬ومحبيه،‭ ‬تتجلى‭ ‬وقفات‭ ‬إنسانية‭ ‬وإنجازات‭ ‬متفردة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬في‭ ‬مجابهة‭ ‬جائحة‭ ‬الكورونا،‭ ‬وتتسامى‭ ‬عطاءات‭ ‬سخية‭ ‬من‭ ‬رمز‭ ‬الحياة‭ ‬والنقاء‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الضمير‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬القيادة‭ ‬الحقيقية‭ ‬تعني‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬المصيرية‭ ‬الذكية‭ ‬الإستراتيجية،‭ ‬ولم‭ ‬يألُ‭ ‬سموه‭ ‬جهدا‭ ‬في‭ ‬بذل‭ ‬ما‭ ‬يملك‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬وإمكانات‭ ‬لدعم‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الصفوف‭ ‬وخاصة‭ ‬الأمامية‭ ‬كالصحة‭ ‬والأمن؛‭ ‬لأجل‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬واستدامة‭ ‬حركته‭ ‬وتماسكه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬لمكافحة‭ ‬الوباء‭ ‬الفيروسي‭ ‬“كوفيد‭-‬19”،‭ ‬والذي‭ ‬تشكلت‭ ‬على‭ ‬إثره‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الترتيبات‭ ‬العملية‭ ‬والتطوعية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وتربعها‭ ‬في‭ ‬مراتب‭ ‬عليا‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الخطوات‭ ‬المصيرية‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الجريئة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الركود‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭.‬

ويوم‭ ‬التمريض‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬“12”‭ ‬مايو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يوما‭ ‬عاديا‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬فيه‭ ‬وقفة‭ ‬إنسانية‭ ‬معبرة‭ ‬عن‭ ‬الضمير‭ ‬بما‭ ‬يكنه‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬وتقدير‭ ‬وشهادة‭ ‬شكر‭ ‬وامتنان‭ ‬لهذا‭ ‬السلك‭ ‬الصحي‭ ‬النبيل‭ ‬من‭ ‬ممرضين‭ ‬وممرضات،‭ ‬والذي‭ ‬يقف‭ ‬بشجاعة‭ ‬وببسالة‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬البقاء‭ ‬أمام‭ ‬أعتى‭ ‬وباء‭ ‬حديث‭ ‬حل‭ ‬على‭ ‬البشرية،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يملكه‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬من‭ ‬خبرة‭ ‬ومهارة‭ ‬وكفاءة‭ ‬وجودة‭ ‬ودقة‭ ‬ممزوجة‭ ‬بالولاء‭ ‬والإخلاص‭ ‬للإنسانية‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬الحضارة‭ ‬والثقافة‭ ‬والتعايش‭ ‬والتسامح،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ينافسها‭ ‬إلا‭ ‬القليل‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يعيش‭ ‬ضائقة‭ ‬وفجوة‭ ‬في‭ ‬الأخلاق‭ ‬والحقوق‭ ‬الإنسانية‭.‬

والتوجيهات‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬تكليفه‭ ‬اللجان‭ ‬الوزارية‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬اختصاصه،‭ ‬لوضع‭ ‬خطط‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬“الكورونا”،‭ ‬تُعد‭ ‬خطوة‭ ‬سباقة‭ ‬ذكية‭ ‬إستراتيجية‭ ‬لصناعة‭ ‬المستقبل‭ ‬المتغير‭ ‬بسبب‭ ‬المتغيرات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬التنمية؛‭ ‬لأن‭ ‬الوضع‭ ‬بعد‭ ‬الجائحة‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬قبلها،‭ ‬وهذا‭ ‬جلي‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬المنظورة‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتقنية‭ ‬والسياسية‭ ‬العالمية،‭ ‬والحديث‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬حديث‭ ‬رعاية‭ ‬وعناية‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬قوي‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬الإنجازات‭ ‬والمكتسبات‭ ‬التي‭ ‬صنعها‭ ‬للمملكة‭ ‬خلال‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬الزاهر،‭ ‬والتفكير‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬المستقبلي‭ ‬بعيد‭ ‬المدى‭ ‬محل‭ ‬اهتمامه‭ ‬وتوجيهه‭ ‬ومتابعته‭.‬

فيوجد‭ ‬بدائل‭ ‬صعبة‭ ‬تحتمها‭ ‬الأحداث‭ ‬والمتغيرات‭ ‬الحالية‭ ‬بعد‭ ‬“الكورونا”‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬التنظيمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬وحتى‭ ‬الوزارات‭ ‬ودمجها‭ ‬إذا‭ ‬اقتضت‭ ‬الضرورات،‭ ‬فالذكاء‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬كأحد‭ ‬مقومات‭ ‬الابتكار‭ ‬الذي‭ ‬تحتاجه‭ ‬المجتمعات‭ ‬التنموية،‭ ‬وهو‭ ‬الهدف‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬الذي‭ ‬يندرج‭ ‬تحت‭ ‬جائزة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬العالمية‭ ‬أيضا،‭ ‬وسيكون‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الضرورات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬ستغير‭ ‬من‭ ‬مسيرة‭ ‬الحركة‭ ‬التنموية‭.‬

ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬تحليلية‭ ‬عبر‭ ‬سلسلة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالضمير‭ ‬والتنمية؛‭ ‬فإن‭ ‬مقترح‭ ‬كرسي‭ ‬أبحاث‭ ‬الدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬لفرضية‭ ‬التمحور‭ ‬التنموية‭ ‬ومنهجية‭ ‬قاعدة‭ ‬النجاح‭ ‬التنموية‭ ‬المتبلورتين‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬الضمير‭ ‬الذي‭ ‬أحياه‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬السبق‭ ‬والدور‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المستقبل،‭ ‬نظير‭ ‬ما‭ ‬تملكانه‭ ‬الفرضية‭ ‬والقاعدة‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬ديناميكية‭ ‬لتقييم‭ ‬أي‭ ‬خطوة‭ ‬تتخذها‭ ‬أي‭ ‬لجنة‭ ‬وزارية‭ ‬لمستقبل‭ ‬التنمية؛‭ ‬كون‭ ‬النجاح‭ ‬يتحرك‭ ‬ذهابا‭ ‬وإيابا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عمق‭ ‬التنمية‭ ‬الروحية‭ ‬وبين‭ ‬الأطر‭ ‬العملية‭ ‬التنموية‭ ‬التنفيذية‭ ‬داخل‭ ‬الفرضية‭ ‬التنموية،‭ ‬بل‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النجاح‭ ‬بمعناه‭ ‬الحديث‭ ‬الديناميكي‭ ‬هدفا‭ ‬مقصودا‭ ‬في‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬اتخاذها‭ ‬للتغيير‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬“كورونا”،‭ ‬ويفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مؤشر‭ ‬قاعدة‭ ‬النجاح‭ ‬التنموية‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الهرم‭ ‬الذي‭ ‬ستنطلق‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬مؤشرات‭ ‬التنمية‭ ‬ومتابعتها‭ ‬بعد‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬خطط‭ ‬اللجان‭ ‬الوزارية‭ ‬العملية‭ ‬ذات‭ ‬الجدوى‭.‬