ياسمينيات

ما لهم وما لك يا علي؟

| ياسمين خلف

أكاد‭ ‬أجزم‭ ‬بأن‭ ‬الإمام‭ ‬علي‭ ‬ابن‭ ‬أبي‭ ‬طالب‭ (‬ع‭) ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ابُتلي‭ ‬عليه،‭ ‬ونُسبت‭ ‬إليه‭ ‬أقوال‭ ‬وقصص‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بها‭! ‬فمكانة‭ ‬الإمام‭ ‬علي،‭ ‬وبلاغته،‭ ‬وفصاحته‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬نفسً‭ ‬مريضة‭ ‬تنسب‭ ‬إليه‭ ‬مقولات‭ ‬يراد‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬شريحة‭ ‬ممكنة‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬لأغراض‭ ‬في‭ ‬أنفسهم،‭ ‬كالشهرة‭ ‬مثلاً،‭ ‬أو‭ ‬لكسب‭ ‬متابعين‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬مستغلين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اسم‭ ‬الإمام‭ ‬علي‭ ‬وعلومه‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حد‭ ‬لها‭. ‬البعض‭ ‬تأخذه‭ ‬العاطفة،‭ ‬فيروج‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يصله‭ ‬من‭ ‬رسائل‭ ‬مذيلة‭ ‬أو‭ ‬متصدرة‭ ‬باسم‭ ‬الإمام،‭ ‬ويأخذ‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬إرشادات‭ ‬دونما‭ ‬أي‭ ‬تشكيك،‭ ‬لضحالة‭ ‬علمه،‭ ‬وقليل‭ ‬تبحره‭ ‬فيما‭ ‬قاله‭ ‬الإمام‭ ‬فعلاً‭. ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬وعلى‭ ‬النقيض،‭ ‬يعلم‭ ‬من‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يُنسب‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأقوال‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالإمام‭ ‬علي‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬بعيد،‭ ‬لابتعادها‭ ‬عن‭ ‬أساليب‭ ‬أهل‭ ‬البيت‭ (‬ع‭) ‬في‭ ‬الكلام،‭ ‬ولركاكة‭ ‬اللغة‭ ‬وضعفها،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ضليع‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬ليكتشف‭ ‬ذلك،‭ ‬فحتى‭ ‬كاتب‭ ‬مبتدئ‭ ‬قد‭ ‬يكتب‭ ‬أفضل‭ ‬منها،‭ ‬ولا‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬أخطاء‭ ‬فادحة‭ ‬كالتي‭ ‬يدعون‭ ‬أنها‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬سيد‭ ‬البلغاء‭ ‬والمتكلمين‭.‬

فعندما‭ ‬ينسب‭ ‬أي‭ ‬تصريح‭ ‬لأي‭ ‬مسؤول‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬العوام‭ ‬وينشر‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬تجده‭ ‬ينفي‭ ‬ما‭ ‬نُسب‭ ‬إليه‭ ‬باطلاً‭ ‬وافتراءً،‭ ‬رافضاً‭ ‬أن‭ ‬يلصق‭ ‬به‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتفوه‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬يدعو‭ ‬إليه،‭ ‬فما‭ ‬بال‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬إمام‭ ‬معصوم،‭ ‬قال‭ ‬عنه‭ ‬النبي‭ ‬الأكرم‭ (‬ص‭): ‬“أنا‭ ‬مدينة‭ ‬العلم‭ ‬وعلي‭ ‬بابها،‭ ‬فمن‭ ‬أراد‭ ‬العلم‭ ‬فليأته‭ ‬من‭ ‬بابه”‭. ‬أليس‭ ‬من‭ ‬العار‭ ‬والمُخجل‭ ‬أن‭ ‬تنقل‭ ‬كلاماً‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬مسؤول‭ ‬كبير،‭ ‬وتؤكد‭ ‬أنه‭ ‬صدر‭ ‬عنه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬فعلاً؟‭ ‬أتخجل‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ولا‭ ‬تخجل‭ ‬أن‭ ‬تنقل‭ ‬وتنشر‭ ‬كلاماً‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الإمام‭ ‬علي‭ (‬ع‭) ‬كذباً‭ ‬وافتراءً؟

فإن‭ ‬كنا‭ ‬ندعوا‭ ‬إلى‭ ‬الكف‭ ‬عن‭ ‬نشر‭ ‬الشائعات‭ ‬والأكاذيب‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فإننا‭ ‬ندعوا‭ ‬ها‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬الكف‭ ‬عن‭ ‬نشر‭ ‬أقوال‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬لصاحب‭ ‬نهج‭ ‬البلاغة‭ ‬بصلة‭.‬

 

ياسمينة‭: ‬

كفى‭ ‬افتراءً‭ ‬على‭ ‬الإمام‭ ‬علي‭ (‬ع‭).‬