التاجر التقليدي وحتمية التحول الرقمي

| حامد المحاري

نقف‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬معركة‭ ‬وأزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬قوية‭ ‬تسير‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدًّا‭ ‬وفقا‭ ‬للمتغيرات‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬التجارية‭. ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬والقرارات‭ ‬الحكومية‭ ‬الموقرة‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الاخيرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬فإننا‭ ‬نسدي‭ ‬لها‭ ‬فائق‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭.‬

البعض‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬التقليديين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ (‬بصريح‭ ‬العبارة‭ ‬أعلنوا‭ ‬الراية‭ ‬البيضاء‭) ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬وما‭ ‬زالوا‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬بعدم‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬وبلا‭ ‬شك‭ ‬حتميًّا‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬لديهم‭ ‬منصات‭ ‬إلكترونية،‭ ‬والمحزن‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شركات‭ ‬محلية‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬أي‭ ‬تواجد‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬يتوفر‭ ‬مجانًا‭ ‬وبالإمكان‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬خدمات‭ ‬أو‭ ‬منتجات‭ ‬الشركة‭ ‬وعرضها‭ ‬على‭ ‬الزبائن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬لتسطيع‭ ‬أن‭ ‬تواكب‭ ‬المتغيرات‭ ‬بأقل‭ ‬الخسائر‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬والمعنوية‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬لمساندة‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬واقتصاد‭ ‬المملكة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬المبيعات‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬وتقليل‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬ولتفادي‭ ‬الأسوأ‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬المنظور‭. ‬

و‭ ‬لعلم‭ ‬فقط‭ ‬فقد‭ ‬قفزت‭ ‬مبيعات‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬بنسبة‭ ‬100‭ % ‬عالميًّا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2020،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬زاد‭ ‬الشراء‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬طلبات‭ ‬المتاجر‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بنسبة‭ ‬62‭ % ‬قياسًا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة‭ ‬ويرجع‭ ‬هذا‭ ‬النمو‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬إلى‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬مبيعات‭ ‬الهايبرماركت‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬والتي‭ ‬قفزت‭ ‬بنسبة‭ ‬100‭ %. ‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬الهايبرماركت،‭ ‬أيضًا‭ ‬هناك‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬للمنتجات‭ ‬التالية‭ ‬بنسبة‭ ‬807‭ % ‬وهي‭ ‬مبيعات‭ ‬منتجات‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬الفيروسات،‭ ‬مثل‭ ‬مطهر‭ ‬اليدين،‭ ‬القفازات،‭ ‬الأقنعة،‭ ‬والبخاخات‭ ‬المضادة‭ ‬للبكتيريا‭ ‬بنسبة‭ ‬231‭ %‬،‭ ‬وزيادة‭ ‬في‭ ‬مبيعات‭ ‬ورق‭ ‬التواليت‭ ‬بنسبة‭ ‬217‭ %‬،‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬المبيعات‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬جداً‭ ‬لتفشي‭ ‬وباء‭ ‬الفيروس‭ ‬التاجي‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيدا‭-‬19‭) ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬لذا‭ ‬احتياجات‭ ‬المستهلكين‭ ‬أصبحت‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬المنزل،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقًا‭ ‬للإحصائيات‭ ‬والبيانات‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬ادوبي‭ ‬“Adobe Analytics”‭.‬

أنصح‭ ‬جميع‭ ‬التجار‭ ‬التقليديين‭ ‬البحرينيين‭ ‬باتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬تنفيذية‭ ‬وإنشاء‭ ‬منصات‭ ‬إلكترونية،‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مردود‭ ‬مالي‭ ‬سريع‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬مكاسبهم‭ ‬وللاستمرار‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬المبيعات‭ ‬والسير‭ ‬ومواكبة‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬تفشي‭ ‬الفيروس‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬تلاشي‭ ‬الفيروس‭ ‬لأجل‭ ‬استمرار‭ ‬التجارة‭ ‬رغم‭ ‬الازمة‭ ‬الراهنة‭ ‬اذ‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬تقبلها‭ ‬والتصدي‭ ‬لها‭. ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتأخر‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬التجار‭ ‬وشعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭.‬