لمحات

جائحة الأسعار

| د.علي الصايغ

يخالج‭ ‬نفوس‭ ‬الناس‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصيبت‭ ‬مختلف‭ ‬التجارات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بالبور‭ ‬والكساد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ (‬كورونا‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬ملحوظاً‭ ‬ارتفاع‭ ‬بعض‭ ‬الأسعار‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬سواء‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬رغم‭ ‬النصائح‭ ‬الموجهة‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬معنية‭ ‬بعدم‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭. ‬

وبالنظر‭ ‬بعين‭ ‬فاحصة‭ ‬وعادلة‭ ‬إلى‭ ‬أصحاب‭ ‬التجارات‭ ‬على‭ ‬اختلافها،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬أصاب‭ ‬هذه‭ ‬الشريحة‭ ‬المثقلة‭ ‬بهموم‭ ‬سابقة‭ ‬من‭ ‬ضرائب،‭ ‬ورسوم،‭ ‬وارتفاع‭ ‬التكلفة‭ ‬التشغيلية،‭ ‬وصفعات‭ ‬الأزمات‭ ‬المالية،‭ ‬وغيرها،‭ ‬قد‭ ‬يبرر‭ ‬تبريراً‭ ‬ملوناً‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬بديل‭ ‬غير‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار،‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬موضوعية‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬المواطن‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمره،‭ ‬هل‭ ‬يصح‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الإنصاف‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬وزر‭ ‬الجائحة‭ ‬بتعويض‭ ‬خسائر‭ ‬التجار؟‭!‬

إن‭ ‬الخوف‭ ‬كل‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬هذه‭ ‬الأسعار‭ ‬منحاها‭ ‬التصاعدي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تستقر‭ ‬في‭ ‬منتهاها‭ ‬بعد‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفيروس‭ ‬المسبب‭ ‬للأزمة،‭ ‬ويصعب‭ ‬حينها‭ ‬أن‭ ‬ترجع‭ ‬الأسعار‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهدها،‭ ‬هذا‭ ‬لو‭ ‬ارتضينا‭ ‬السابقة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬دأبت‭ ‬تنادي‭ ‬بالغلاء‭ ‬في‭ ‬الأمس،‭ ‬لم‭ ‬تنل‭ ‬وقتها‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬من‭ ‬مراعاة‭ ‬أبداً،‭ ‬فهل‭ ‬ستزداد‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الجائحة،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تدابير‭ ‬معروفة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتعافى‭ ‬بها‭ ‬السوق‭ ‬التجاري؟‭!  ‬ونحن‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬نورد‭ ‬التساؤل‭ ‬بخصوص‭ ‬السلع‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬كل‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬فهل‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬مسبقة‭ ‬ومحكمة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لتفادي‭ ‬هذا‭ ‬التصاعد‭ ‬المضطرد‭ ‬للأسعار‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬وشفاء‭ ‬الأسعار‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬الجائحة؟‭!.‬