زبدة القول

العالم يسابق الزمن

| د. بثينة خليفة قاسم

العالم‭ ‬كله‭ ‬يستعد‭ ‬للتعايش‭ ‬مع‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬حدوث‭ ‬الإصابات‭ ‬والوفيات‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

العالم‭ ‬يسابق‭ ‬الزمن‭ ‬لإنتاج‭ ‬لقاح‭ ‬لهذا‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين،‭ ‬وحتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬هناك‭ ‬مئة‭ ‬لقاح‭ ‬تم‭ ‬تسجيلها‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬عشرة‭ ‬لقاحات‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التجربة‭ ‬السريرية،‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬جيد‭ ‬ومبشر‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تعاون‭ ‬العالم‭ ‬وابتعد‭ ‬عن‭ ‬التنافس‭ ‬والسعي‭ ‬لاستثمار‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬خاصة،‭ ‬أو‭ ‬القيام‭ ‬بضغوط‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬الغير‭ ‬ضمن‭ ‬الصراعات‭ ‬الدولية‭ ‬المستعرة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬عديدة‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭.‬

لن‭ ‬ينجح‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬اتحد‭ ‬وتعامل‭ ‬مع‭ ‬الفيروس‭ ‬كعدو‭ ‬واحد‭ ‬أينما‭ ‬وجد،‭ ‬فسواء‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬أفقر‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬أفريقيا‭ ‬فهو‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬برمته‭.‬

فهذا‭ ‬الفيروس‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬ولا‭ ‬يحترم‭ ‬أية‭ ‬حدود،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتعامل‭ ‬أصحاب‭ ‬اللقاحات‭ ‬المنتظرة‭ ‬بإنسانية‭ ‬مع‭ ‬الشعوب‭ ‬الفقيرة،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللقاحات‭ ‬بسهولة‭ ‬لأنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬المنكوب‭.‬

لكن‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬توحدت‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬تحت‭ ‬إدارة‭ ‬واحدة‭ ‬وساهم‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المتاحة‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬هذه‭ ‬اللقاحات‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬تعترف‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬أنها‭ ‬تتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬حول‭ ‬فساد‭ ‬الطبيعة‭ ‬وتلويث‭ ‬الهواء‭ ‬الذي‭ ‬يتنفسه‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬تطلقها‭ ‬مصانعها‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا،‭ ‬والتي‭ ‬تصنع‭ ‬بيئة‭ ‬مناسبة‭ ‬لظهور‭ ‬الفيروسات‭ ‬الفتاكة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬ما‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مجابهة‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يفرق‭ ‬بين‭ ‬غني‭ ‬وفقير‭.‬