مُلتقطات

مدارسُ خاصة... ابتزازٌ بـ 10 دنانير!

| د. جاسم المحاري

تُسدي‭ ‬“إدارة‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص”‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬خدماتها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ (‬76‭) ‬منها‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أكدّ‭ ‬مُتعددو‭ ‬مسؤوليها‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تفيد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ - ‬مِمَنْ‭ ‬تواصلوا‭ ‬مع‭ ‬جريدة‭ ‬“البلاد”‭- ‬بأنّ‭ ‬الوزارة‭ ‬المعنية؛‭ ‬أظهرت‭ (‬عجزاً‭!) ‬باديّاً‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬الحازم‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬أسموه‭ ‬“معضلة”‭ ‬الرسوم‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجائحة،‭ ‬واكتفائهم‭ ‬بذكر‭ ‬أرقام‭ ‬جولات‭ ‬اجتماعاتهم‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬ومسؤولي‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬الخاصة،‭ ‬وتكرارهم‭ ‬“اسطوانة”‭ ‬قائمة‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تُشيد‭ ‬بأداء‭ ‬وتسهيلات‭ ‬أعضاء‭ ‬الهيئات‭ ‬الإدارية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والفنية‭ ‬بتلك‭ ‬المؤسسات؛‭ ‬بحجة‭ ‬استمرارهم‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬خدمة‭ ‬التطبيقات‭ ‬والتكليفات‭ ‬والتقويمات‭ ‬اليومية‭ ‬بالدراسة‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬بـ‭ (‬مثالية‭!)‬،‭ ‬ودون‭ ‬مراعاة‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬الطالب‭ ‬وولي‭ ‬أمره،‭ ‬وتجنّبها‭ ‬إلزام‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬بتخفيض‭ ‬الرسوم‭ ‬الدراسية؛‭ ‬متذرعة‭ ‬بقانون‭ (‬25‭) ‬لعام‭ ‬1998م،‭ ‬فيما‭ ‬تقرّ‭ ‬بزيادة‭ ‬نسبتها‭ (‬قانوناً‭) ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭!‬

بلغت‭ ‬ذروة‭ ‬المعضلة‭ ‬بعد‭ ‬نسبة‭ ‬التخفيض‭ ‬المخجلة‭ ‬للرسوم‭ ‬الدراسية‭ (‬التي‭ ‬تراوحت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬10‭ - ‬20‭ ‬دينارا،‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬غير‭ ‬مستحقة؛‭ ‬لأنها‭ ‬رسوم‭ ‬المواصلات‭ ‬والأنشطة‭ ‬الطلابية‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬حضور‭ ‬الطالب‭!) ‬التي‭ ‬تباهت‭ ‬بها‭ ‬الوزارة‭ ‬لبعض‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬ما‭ ‬أفادوا‭ ‬به؛‭ ‬حتى‭ ‬أنّ‭ ‬جلّها‭ ‬وافق‭ ‬على‭ ‬تأجيل‭ ‬القسط‭ ‬الأول؛‭ ‬تجنباً‭ ‬للتخفيض،‭ ‬وبعد‭ ‬أنْ‭ ‬تركت‭ ‬السّجال‭ ‬محتدما‭ ‬بين‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬وولي‭ ‬الأمر‭ ‬تعويلاً‭ ‬على‭ ‬“العلاقة‭ ‬التعاقدية”‭! ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬وَجْهُ‭ ‬اعتراضهم‭ ‬للرسوم‭ ‬الحالية‭ ‬استناداً‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬حضور‭ ‬الطالب‭ ‬للمدرسة‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭! ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أنّ‭ ‬هذه‭ ‬المدارس‭ ‬تلّقت‭ ‬دعماً‭ ‬سخيّاً‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭. ‬وما‭ ‬زاد‭ ‬الأمر‭ ‬سوءاً‭ ‬تجاهل‭ ‬مدير‭ (‬مدرسة‭ ... ‬الخاصة‭) ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬الشمالية‭ ‬مناشدات‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬المتكررة‭ ‬لمعالجة‭ ‬أمور‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التعليم‭ ‬بعد‭ ‬تخلّي‭ ‬المدرسة‭ ‬عن‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬–‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬قولهم‭ ‬–‭ ‬وانعدام‭ ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬تعاطيها‭ ‬معهم‭ ‬وافتقارها‭ ‬لاستراتيجيات‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬وخطط‭ ‬الدراسة‭ ‬والتقويم‭ ‬الزمنية‭ ‬الاستثنائية‭ ‬وآلية‭ ‬احتساب‭ ‬الدرجات‭ ‬ونوعية‭ ‬الأنشطة‭ ‬والتكليفات‭.‬

 

نافلة‭:  ‬

نافلة‭ ‬القول،‭ ‬أنّ‭ ‬توجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬التسهيل‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬وعدم‭ ‬تحميله‭ ‬أعباء‭ ‬مالية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظرف‭ ‬الحالي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عمّا‭ ‬أشارت‭ ‬إليه‭ ‬تصريحات‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬لضرورة‭ ‬المعالجة‭ ‬الشاملة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوزارة‭ ‬المعنية‭ ‬وإلزام‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬بنسب‭ ‬تخفيض‭ ‬منصفة‭ ‬تخفف‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬أو‭ ‬وقف‭ ‬كل‭ ‬أوجه‭ ‬الدعم‭ ‬والتسهيلات‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬رفضها،‭ ‬لاسيّما‭ ‬أنّ‭ ‬الغالبية‭ ‬منهم‭ ‬قد‭ ‬استلم‭ ‬خطابات‭ ‬الجشع‭ ‬والابتزاز‭ ‬التي‭ ‬تُجبرهم‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬أو‭ ‬حرمان‭ ‬أبنائهم‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬والإفادات‭ ‬الدراسية،‭ ‬بل‭ ‬والتهديد‭ ‬بالمحاكم‭! ‬وهذا‭ ‬كلّه‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬حولت‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬طلبة‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭.‬