الكاظمي وتحديات العراق الجديدة

| بدور عدنان

بعد‭ ‬مخاض‭ ‬عسير‭ ‬امتد‭ ‬لقرابة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬دون‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬استطاع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭ ‬أخيراً‭ ‬نيل‭ ‬ثقة‭ ‬البرلمان،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬احتجاج‭ ‬بعض‭ ‬الأحزاب‭ ‬واعتراضها‭ ‬على‭ ‬تشكيلة‭ ‬الحكومة،‭ ‬استطاع‭ ‬الكاظمي‭ ‬نيل‭ ‬ثقة‭ ‬الأحزاب‭ ‬والكتل‭ ‬السنة‭ ‬والكردية‭ ‬وأغلب‭ ‬الأحزاب‭ ‬الشيعية‭ ‬ما‭ ‬أهله‭ ‬للظفر‭ ‬بمنصب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فشل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬توفيق‭ ‬علاوي‭ ‬وعدنان‭ ‬الزرفي‭.‬

ربما‭ ‬كان‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬البرلمان‭ ‬مهمة‭ ‬صعبة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حرص‭ ‬كل‭ ‬حزب‭ ‬وتكتل‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬مصالحه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المهمة‭ ‬القادمة‭ ‬للكاظمي‭ ‬أصعب‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬فمستجدات‭ ‬الوضع‭ ‬والأحداث‭ ‬الراهنة‭ ‬فرضت‭ ‬واقعا‭ ‬جديداً‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬تحديات‭ ‬جديدة‭ ‬يتوجب‭ ‬عليه‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬ووضع‭ ‬حلول‭ ‬لها،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬المجهد‭ ‬من‭ ‬الفساد‭ ‬المستشري‭ ‬في‭ ‬مفاصل‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأجهزة‭ ‬العراقية‭ ‬يعلق‭ ‬آمالاً‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الكاظمي‭ ‬الذي‭ ‬لاقى‭ ‬ترحيباً‭ ‬وقبولاً‭ ‬شعبياً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العراقيين‭ ‬الذين‭ ‬قاموا‭ ‬بالخروج‭ ‬في‭ ‬مظاهرات‭ ‬شعبية‭ ‬داعمة‭ ‬له‭ ‬ومناوئة‭ ‬لرافضيه‭ ‬عشية‭ ‬تصويت‭ ‬البرلمان‭.‬

على‭ ‬الورق‭ ‬فإن‭ ‬المنهاج‭ ‬الوزاري‭ ‬الذي‭ ‬وضعه‭ ‬الكاظمي‭ ‬يبدو‭ ‬جيداً،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬حصر‭ ‬السلاح‭ ‬بيد‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬العراقية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تعدد‭ ‬المليشيات‭ ‬والأذرع‭ ‬العسكرية‭ ‬للأحزاب‭ ‬العراقية‭ ‬بات‭ ‬مشكلة‭ ‬معقدة‭ ‬أفقد‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية‭ ‬هيبتها‭ ‬وجعلها‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬ضعف‭ ‬وخضوع،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬العراق‭ ‬لساحة‭ ‬لتصفية‭ ‬خلافات‭ ‬الدول‭ ‬الخارجية‭ ‬أمر‭ ‬حرص‭ ‬الكاظمي‭ ‬على‭ ‬ذكره‭ ‬في‭ ‬منهاجه،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬يرفض‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬العراق‭ ‬لساحة‭ ‬للاعتداءات،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬مسلسل‭ ‬تصفية‭ ‬الحسابات‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الخارجية‭ ‬وأهمها‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬وواشنطن‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بتصفية‭ ‬قائد‭ ‬فيلق‭ ‬القدس‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وردت‭ ‬عليها‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مليشياتها‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬المتمركزة‭ ‬في‭ ‬العراق‭.‬

 

انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬معضلة‭ ‬كبيرة‭ ‬سيتوجب‭ ‬على‭ ‬الكاظمي‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقرار‭ ‬موازنة‭ ‬استثنائية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تداعيات‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬سترمي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬بالتأكيد‭ ‬والتي‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يستطيع‭ ‬الكاظمي‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬والوصول‭ ‬بالعراق‭ ‬لبر‭ ‬الأمان‭.‬