ستة على ستة

طيران إيران ونشر الوباء

| عطا السيد الشعراوي

رغم‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬كانت‭ ‬المتسبب‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬إليها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬دأبت‭ ‬على‭ ‬الإنكار‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬وكأنها‭ ‬ضحية‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬الفيروس‭ ‬وليست‭ ‬عاملا‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬تفاقم‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عديدة‭.‬

ومؤخرًا‭ ‬أجرت‭ ‬هيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬البريطانية‭ ‬تحقيقًا‭ ‬عن‭ ‬إسهام‭ ‬شركة‭ ‬“طيران‭ ‬ماهان”‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ولهذه‭ ‬الشركة‭ ‬55‭ ‬طائرة‭ ‬ويتولى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬تشغيلها‭ ‬لكنها‭ ‬ترتبط‭ ‬بفيلق‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬صاحب‭ ‬النفوذ‭ ‬الأكبر‭ ‬والكلمة‭ ‬النافذة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬وتخدم‭ ‬عملياته‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬والعراق،‭ ‬لهذا‭ ‬خضعت‭ ‬لمراقبة‭ ‬أميركية‭ ‬انتهت‭ ‬بفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬عليها،‭ ‬بعد‭ ‬اتهامها‭ ‬بنقل‭ ‬أسلحة‭ ‬وشخصيات‭ ‬بارزة‭ ‬لصالح‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭.‬

ومن‭ ‬الحقائق‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬كشف‭ ‬عنها‭ ‬تحقيق‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬المدعم‭ ‬بالأسماء‭ ‬والتواريخ‭ ‬والرحلات‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬انتهكت‭ ‬بمئات‭ ‬الرحلات‭ ‬قرارات‭ ‬الحظر،‭ ‬وواصلت‭ ‬رحلاتها‭ ‬لمدن‭ ‬صينية،‭ ‬واستمرت‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬المسافرين‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬خلال‭ ‬ذروة‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬فيها،‭ ‬وكانت‭ ‬أولى‭ ‬حالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بكوفيد‭ ‬19‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬ولبنان‭ ‬لمسافرين‭ ‬في‭ ‬رحلات‭ ‬طيران‭ ‬ماهان،‭ ‬ففي‭ ‬19‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬سافر‭ ‬طالب‭ ‬إيراني‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬طيران‭ ‬ماهان‭ ‬رقم‭ ‬W55062‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيرانية‭ ‬طهران‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬النجف‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وقد‭ ‬سُجل‭ ‬كأول‭ ‬حالة‭ ‬رسمية‭ ‬للإصابة‭ ‬بكوفيد‭ ‬19‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬فبراير‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

وفي‭ ‬20‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬عادت‭ ‬امرأة‭ ‬لبنانية‭ ‬في‭ ‬الحادية‭ ‬والأربعين‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬اللبنانية‭ ‬بيروت‭ ‬بعد‭ ‬زيارة‭ ‬مدينة‭ ‬قم،‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬طيران‭ ‬ماهان‭ ‬رقم‭ ‬W5112،‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬سُجلت‭ ‬كأول‭ ‬إصابة‭ ‬مؤكدة‭ ‬بالفيروس‭ ‬في‭ ‬لبنان‭.‬

إيران‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬سمحت‭ ‬وحثت‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬على‭ ‬انتهاك‭ ‬حظر‭ ‬الطيران‭ ‬بل‭ ‬وهددت‭ ‬العاملين‭ ‬فيها‭ ‬بالمحاكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬إذا‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬مخاوف‭ ‬أو‭ ‬صرحوا‭ ‬بما‭ ‬يعلموه‭ ‬عن‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬والذي‭ ‬وصل‭ ‬للعديد‭ ‬منهم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يستطيعوا‭ ‬البوح‭ ‬بذلك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬جريمة‭ ‬مكتملة‭ ‬ارتكبتها‭ ‬إيران‭ ‬بحق‭ ‬الإنسانية‭ ‬كلها‭ ‬وتستحق‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬عليها‭ ‬أشد‭ ‬العقاب‭.‬