سوالف

الصحافة البحرينية... أشرف وأنبل معاني الالتزام

| أسامة الماجد

احتفلنا‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬الجاري‭ ‬بيوم‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬نمر‭ ‬بها‭ ‬ويمر‭ ‬بها‭ ‬العالم،‭ ‬فالصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬صحافة‭ ‬رائدة‭ ‬وتسير‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬ذهبية‭ ‬وتعمل‭ ‬بهدى‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭ ‬والمسؤولية،‭ ‬وتسير‭ ‬بنور‭ ‬الفكر،‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬والفكرية‭ ‬والأدبية،‭ ‬وكانت‭ ‬بحق‭ ‬كالفدائية‭ ‬المستبسلة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬ومنجزاته‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭.‬

أنا‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬شرف‭ ‬لواء‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬التسعينات،‭ ‬وطوال‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬تعلمنا‭ ‬أهمية‭ ‬الكلمة‭ ‬الشريفة‭ ‬الناصعة‭ ‬التي‭ ‬تكتب‭ ‬للناس‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وعرفنا‭ ‬من‭ ‬أساتذتنا‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬نضال‭ ‬وقيم‭ ‬مثالية‭ ‬وضوابط‭ ‬منهجية،‭ ‬وأنها‭ ‬رسالة‭ ‬وأمانة،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يزدنا‭ ‬إلا‭ ‬إصرارا‭ ‬وتفانيا‭ ‬للمضي‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬صاحبة‭ ‬الجلالة‭ ‬بعزيمة‭ ‬فذة‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬المصاعب‭ ‬والعقبات‭ ‬ولا‭ ‬التكاسل‭ ‬والتخاذل‭ ‬والنكوص‭.‬

على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ،‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬جيل،‭ ‬بقيت‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬ماضية‭ ‬في‭ ‬طريقها،‭ ‬صامدة‭ ‬شامخة‭ ‬لا‭ ‬تهتز،‭ ‬ولم‭ ‬يتخلف‭ ‬أي‭ ‬صحافي‭ ‬شريف‭ ‬محب‭ ‬للوطن‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬واجبه،‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬حاضرا‭ ‬بقلبه‭ ‬وفكره‭ ‬وأعصابه،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينال‭ ‬من‭ ‬عزيمته‭ ‬أو‭ ‬إرادته‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬مهما‭ ‬كان،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬كان‭ ‬الصحافي‭ ‬المخلص‭ ‬الشريف‭ ‬يجد‭ ‬راحته‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬اقتحام‭ ‬العقبات‭ ‬وقهر‭ ‬الصعاب‭ ‬وتحدي‭ ‬المخاطر‭ ‬ويستطيب‭ ‬البذل‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تقديم‭ ‬المعلومة‭ ‬الصحيحة‭ ‬للقارئ‭ ‬للمصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭.‬

سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬السامية‭ ‬بمناسبة‭ ‬يوم‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬“إن‭ ‬صحافة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كتابها‭ ‬وصحافييها،‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الإسهام‭ ‬الفاعل‭ ‬والنزيه‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬منجزاته،‭ ‬فلهم‭ ‬منا‭ ‬كل‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير‭. ‬وأكد‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬حققت‭ ‬كل‭ ‬متطلبات‭ ‬الدولة‭ ‬العصرية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الانفتاح‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير،‭ ‬ما‭ ‬أهّل‭ ‬الصحافة‭ ‬لأن‭ ‬تضطلع‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬واقع‭ ‬المجتمع‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكتسباته”‭.‬

 

تلك‭ ‬هي‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭... ‬تفوقت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬امتحان‭ ‬ومحنة‭ ‬بفضل‭ ‬الحرية‭ ‬والازدهار‭ ‬الشامل‭ ‬وأشرف‭ ‬وأنبل‭ ‬معاني‭ ‬الالتزام‭.‬