صور مختصرة

“تصبرو... كلها أحديدا سهل”

| عبدالعزيز الجودر

قليل‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يعتادوا‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬لأوقات‭ ‬طويلة،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصحية‭ ‬العابرة،‭ ‬“هاذوله‭ ‬الناس‭ ‬اللي‭ ‬ذبحتهم‭ ‬الطلعة‭ ‬والهيّه”‭ ‬للمجمعات‭ ‬والمرافق‭ ‬والمنتزهات‭ ‬العامة‭ ‬والمجالس‭ ‬الأهلية‭ ‬والمقاهي‭ ‬والمطاعم‭ ‬“والتفرر‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬بدون‭ ‬مهرة”‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أماكن‭ ‬الترفيه،‭ ‬بدأوا‭ ‬يتذمرون‭ ‬ويتضايقون‭ ‬كعادتهم‭ ‬من‭ ‬“الحكرة”‭.‬

في‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭ ‬قطاع‭ ‬عريض‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬ارتضى‭ ‬بالوضع‭ ‬الحالي‭ ‬وتأقلم‭ ‬معه‭ ‬وقام‭ ‬يزاول‭ ‬حياته‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬بكل‭ ‬أريحية‭ ‬كالاهتمام‭ ‬بالزراعة‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬أو‭ ‬الطبخ‭ ‬أو‭ ‬تدريس‭ ‬الأبناء‭ ‬أو‭ ‬القراءة‭ ‬أو‭ ‬تجديد‭ ‬ديكورات‭ ‬المنزل‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬“على‭ ‬قد‭ ‬الحال”‭ ‬أو‭ ‬القيام‭ ‬بالتصليحات‭ ‬المنزلية‭ ‬الخفيفة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الأخرى‭ ‬المفيدة‭.‬

فوق‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬أصبحت‭ ‬لدى‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬السريعة‭ ‬الموفقة‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الدولة‭ ‬والحكومة‭ ‬معا‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي،‭ ‬ولولا‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬ثم‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬لأصبح‭ ‬وضع‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ ‬كتلك‭ ‬الأوضاع‭ ‬المأساوية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تفشى‭ ‬فيها‭ ‬الفايروس‭ ‬بين‭ ‬سكانها‭ ‬بشكل‭ ‬مرعب‭ ‬ومخيف‭ ‬والتي‭ ‬تحتاج‭ ‬لوقت‭ ‬طويل‭ ‬كي‭ ‬تتخلص‭ ‬من‭ ‬أضراره‭ ‬الجسيمة‭.‬

على‭ ‬أية‭ ‬حال‭ ‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬نلوم‭ ‬أحدا،‭ ‬فالبحريني‭ ‬بطبعه‭ ‬إنسان‭ ‬اجتماعي‭ ‬يصعب‭ ‬عليه‭ ‬العيش‭ ‬منفردا‭ ‬دون‭ ‬الالتقاء‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬والتواصل‭ ‬“والسوالف‭ ‬والغشمرة”‭ ‬وقضاء‭ ‬أوقات‭ ‬ممتعة‭ ‬معهم،‭ ‬لكن‭ ‬لله‭ ‬الحمد‭ ‬والمنة‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭ ‬لدى‭ ‬الجميع‭ ‬تقنية‭ ‬الاتصال‭ ‬المرئي‭ ‬“وإذا‭ ‬فاتك‭ ‬اللحم‭ ‬أخي‭ ‬المتملل‭ ‬عليك‭ ‬بالمرق”،‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬جميع‭ ‬حوائجنا‭ ‬وطلباتنا‭ ‬وأعمالنا‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬جدا‭ ‬إنجازها‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭ ‬النقال،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المختلفة‭ ‬“اللي‭ ‬سوّت‭ ‬لنه‭ ‬شغل”،‭ ‬عموما‭ ‬“تصبرو‭ ‬يا‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬راح‭ ‬الكثير،‭ ‬كلها‭ ‬أحديدا‭ ‬سهل‭ ‬ونخلص‭ ‬من‭ ‬هالسالفة”‭.‬

الصورة‭ ‬الثانية

خطوة‭ ‬تشكر‭ ‬عليها‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الصحية‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد،‭ ‬وذلك‭ ‬بقيام‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬بتوصيل‭ ‬الأدوية‭ ‬الدورية‭ ‬لمرضى‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم‭ ‬وأماكن‭ ‬تواجدهم‭ ‬بهدف‭ ‬ضمان‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬وراحة‭ ‬المرضى،‭ ‬نأمل‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المشافي‭ ‬الحكومية‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬حذو‭ ‬تلك‭ ‬المراكز‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬