شهر مايو مع أمير الضمير.. للصحافة عنوان وللإنسانية رمز أمان

| عادل عيسى المرزوق

لا‭ ‬تزال‭ ‬أصداء‭ ‬الأيام‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬عميق‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬المحترم‭ ‬بكل‭ ‬أطيافه‭ ‬ونماذجه‭ ‬العملية؛‭ ‬فيوم‭ ‬خرج‭ ‬للصحافة‭ ‬يؤصل‭ ‬إرثًا‭ ‬تاريخيًّا‭ ‬متفردًا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬للقيادات،‭ ‬ويؤكد‭ ‬مساهمة‭ ‬منارات‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬قديما‭ ‬وحديثا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬العصرية‭ ‬الحديثة‭ ‬وما‭ ‬تعنيه‭ ‬بدولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرتيبة،‭ ‬التي‭ ‬أرست‭ ‬ثوابتها‭ ‬الحكمة‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬الرموز‭ ‬الثلاثة‭ ‬الكريمة‭.‬

ويوم‭ ‬مشهود‭ ‬بقمة‭ ‬عطاء‭ ‬الضمير‭ ‬تجلت‭ ‬فيه‭ ‬الإنسانية‭ ‬لزرع‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬لفئات‭ ‬مستفيدة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الإسكانية،‭ ‬والتأجيل‭ ‬لدفع‭ ‬المستحقات‭ ‬عليها‭ ‬لستة‭ ‬أشهر‭ ‬جراء‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬وباء‭ ‬الكورونا،‭ ‬ويوم‭ ‬قُرِّرَ‭ ‬فيه‭ ‬وقف‭ ‬التحصيل‭ ‬لثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬لمنتفعي‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬المملوكة‭ ‬لبنك‭ ‬الإسكان‭ ‬لذات‭ ‬السبب‭ ‬الوبائي،‭ ‬ويوم‭ ‬خَفِيٌّ‭ ‬متكرر‭ ‬وروحي‭ ‬إنساني‭ ‬للضمير‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الأمير،‭ ‬لا‭ ‬تعلم‭ ‬فيه‭ ‬اليد‭ ‬اليمنى‭ ‬ما‭ ‬تصنع‭ ‬اليسرى‭ ‬من‭ ‬خير،‭ ‬ولا‭ ‬اليسرى‭ ‬تعلم‭ ‬ما‭ ‬تصنع‭ ‬اليمنى‭ ‬من‭ ‬طاعة‭ ‬لوجه‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.  ‬

ومرور‭ ‬“اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة”‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ (‬3‭) ‬من‭ ‬مايو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مرورا‭ ‬طبيعيا‭ ‬ولا‭ ‬عرضيا،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬حدثا‭ ‬مؤرخا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬القيادتين‭ ‬الكريمتين،‭ ‬اللتين‭ ‬أعطتا‭ ‬الثقة‭ ‬والأمان‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬رسائل‭ ‬صادقة‭ ‬منهما‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬وقد‭ ‬استمد‭ ‬منه‭ ‬“يوم‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية”‭ ‬في‭ ‬السابع‭ (‬7‭) ‬من‭ ‬مايو‭ ‬كمالاً‭ ‬إنسانيا،‭ ‬والذي‭ ‬وجه‭ ‬بتأسيسه‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى،‭ ‬وما‭ ‬تبلور‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬من‭ ‬تقدير‭ ‬في‭ ‬“جائزة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬للصحافة”؛‭ ‬يُعد‭ ‬رمزا‭ ‬روحيا‭ ‬احتفاليا‭ ‬وطنيا‭ ‬يعزز‭ ‬مكانة‭ ‬السلك‭ ‬الصحفي‭ ‬والإعلامي‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬القيادتين‭ ‬الكريميتن‭.‬

واحتفالية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬العالمية‭ ‬وبعنوان‭ ‬“مزاولة‭ ‬الصحافة‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬محاباة”‭ ‬تعني‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬مضمونها‭ ‬الذي‭ ‬تحتاجه‭ ‬بالفعل‭ ‬الصحافة،‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بتحديات‭ ‬وصعوبات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭-‬19‭)‬،‭ ‬وما‭ ‬يتضمنه‭ ‬العنوان‭ ‬من‭ ‬مغزى‭ ‬بالنسبة‭ ‬للإنسانية‭ ‬والشفافية‭ ‬والصدق‭ ‬والحرية‭ ‬والأمان‭ ‬في‭ ‬النقل‭ ‬والطرح‭ ‬والتحليل‭ ‬وتفنيد‭ ‬التضليل‭ ‬والتسويف‭ ‬والتشويه‭ ‬للحقائق‭.‬

فحضور‭ ‬الضمير‭ ‬الذي‭ ‬أحياه‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬العالمية‭ ‬والإنسانية‭ ‬ومنها‭ ‬“الصحافة”‭ ‬واقع‭ ‬حقيقي،‭ ‬لأن‭ ‬أهداف‭ ‬الأيام‭ ‬العالمية‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومصلحة‭ ‬الشعوب‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات،‭ ‬والضمير‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الصحافة‭ ‬يمثل‭ ‬روح‭ ‬الحماية‭ ‬والرعاية‭ ‬لهذه‭ ‬المهنة‭ ‬الشريفة‭ ‬وممارسيها‭ ‬من‭ ‬التعرض‭ ‬والإهانة‭ ‬والعنف‭ ‬والإرهاب‭. ‬ومساواة‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬المهنية‭ ‬الصحفية‭ ‬مطلب‭ ‬إنساني‭ ‬حيوي‭ ‬يتجلى‭ ‬فيه‭ ‬الضمير‭ ‬بكل‭ ‬معانيه،‭ ‬ويدفع‭ ‬بكل‭ ‬الإمكانات‭ ‬لتحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬المستحقة‭ ‬لكليهما‭.‬

وجائزة‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وأهدافها‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام،‭ ‬بل‭ ‬جميعها‭ ‬لأجل‭ ‬المتابعة‭ ‬المستمرة‭ ‬والتحديث‭ ‬ونقل‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقة‭ ‬للانجاز‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬بشفافية‭ ‬نحو‭ ‬التصحيح‭ ‬والتطوير‭.‬

وهناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬أهداف‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬عشر‭ ‬هدفا‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬معنية‭ ‬مباشرة‭ ‬بمهنة‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام،‭ ‬وما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬من‭ ‬مواضيع‭ ‬تؤكدها‭ ‬عناوين‭ ‬ومضامين‭ ‬الثلاثة‭ ‬أهداف‭ ‬وهي؛‭ ‬الهدف‭ ‬الخامس‭ ‬“المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين”،‭ ‬والهدف‭ ‬العاشر‭ ‬“الحد‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬عدم‭ ‬المساواة”‭ ‬والهدف‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬“السلام‭ ‬والعدالة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬القوية”‭.‬

تلك‭ ‬هي‭ ‬الأيادي‭ ‬السخية‭ ‬الكريمة‭ ‬والروح‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬يمثل‭ ‬فيها‭ ‬الضمير‭ ‬لسمو‭ ‬الأمير‭ ‬القبضة‭ ‬المتماسكة‭ ‬التي‭ ‬تُطَوِّق‭ ‬بشدة‭ ‬القرارات‭ ‬والرسائل‭ ‬ومخرجات‭ ‬الأيام‭ ‬الإنسانية‭ ‬لمصلحة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬لأجل‭ ‬العيش‭ ‬الرغيد‭ ‬وجودة‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والسلم‭ ‬والتعايش‭ ‬والمحبة‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان‭ ‬المعيشي،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬صلب‭ ‬التوجهات‭ ‬السامية‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬الوطنية‭ ‬لمستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬للمملكة‭ ‬ومواطنيها‭.‬