صحافتنا الوطنية... راسخة ومستمرة

| مؤنس المردي

من‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬صحافي‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ونحن‭ ‬نحتفل‭ ‬بيوم‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية،‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬بعظيم‭ ‬الفخر‭ ‬وبالغ‭ ‬الاعتزاز‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬نادرة‭ ‬من‭ ‬العناية‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ومن‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ودعم‭ ‬كبير‭ ‬ودائم‭ ‬من‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ما‭ ‬فتح‭ ‬آفاق‭ ‬الإبداع‭ ‬والتميز‭ ‬أمام‭ ‬صحافتنا‭ ‬المحلية؛‭ ‬لتشكل‭ ‬مدرسة‭ ‬فريدة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬ثابت‭ ‬وأركان‭ ‬راسخة‭ ‬تهدف‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع‭ ‬وغرس‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬وتعزيز‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬وسلامته،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬الصحافة‭ ‬سندًا‭ ‬حقيقيًّا‭ ‬ومؤثرًا‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬النهضة‭ ‬والتقدم‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬محل‭ ‬إشادة‭ ‬وتقدير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬السامية‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للصحافة،‭ ‬وفي‭ ‬الرسالة‭ ‬الرفيعة‭ ‬لسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بالمناسبة‭ ‬نفسها‭.‬

أن‭ ‬يؤكد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬المستقلة‭ ‬والإعلام‭ ‬الحر‭ ‬المسؤول‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬جلالته‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬وأن‭ ‬يؤكد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬الأمامي‭ ‬بما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬كلمة‭ ‬صادقة‭ ‬وموثقة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬العام،‭ ‬فهي‭ ‬شهادات‭ ‬من‭ ‬ذهب،‭ ‬وأوسمة‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬لكل‭ ‬صحافي‭ ‬وطني‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬نبيل،‭ ‬وما‭ ‬يؤديه‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬عظيمة‭ ‬تجد‭ ‬صداها‭ ‬القوي‭ ‬وتحدث‭ ‬أثرها‭ ‬الإيجابي،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬حوافز‭ ‬دافعة‭ ‬ليواصل‭ ‬أداء‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬وإخلاص،‭ ‬محاطًا‭ ‬بسياج‭ ‬قوي‭ ‬من‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬ومناخ‭ ‬مثالي‭ ‬وآمن‭ ‬للعمل‭ ‬الصحافي‭ ‬الذي‭ ‬يثري‭ ‬المكتسبات‭ ‬التنموية‭ ‬والحضارية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬فإن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬المتقدمة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والإنجاز‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سهلا‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬مفروش‭ ‬بالورود‭ ‬بلا‭ ‬تحديات‭ ‬أو‭ ‬صعوبات،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك؛‭ ‬فالجسم‭ ‬الصحافي‭ ‬واجه‭ ‬عراقيل‭ ‬كثيرة‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬يواجه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العقبات،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬صعوبة‭ ‬توفير‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬اللازمة،‭ ‬والتي‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬صفة‭ ‬وخاصية‭ ‬لصيقة‭ ‬بالعمل‭ ‬الصحافي،‭ ‬وتزداد‭ ‬تعقُّدًا‭ ‬وتأزّمًا‭ ‬عند‭ ‬الأزمات‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الوضع‭ ‬حاليًّا‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬الكونية‭ ‬وما‭ ‬خلّفته‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬وانحسار‭ ‬الإعلانات‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬خانقة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬حتى‭ ‬المرموقة‭ ‬منها‭ ‬عالميًّا،‭ ‬لكن‭ ‬المجتمع‭ ‬الصحافي‭ ‬البحريني‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يتخل‭ ‬عن‭ ‬آماله‭ ‬وأحلامه‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬مراحل‭ ‬التميز‭ ‬والعطاء‭ ‬الوطني‭ ‬المسؤول‭ ‬والاضطلاع‭ ‬برسالته‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬بما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬عميق‭ ‬بهذه‭ ‬الرسالة،‭ ‬ووعي‭ ‬كبير‭ ‬بطبيعة‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتقدير‭ ‬كبير‭ ‬لدعم‭ ‬القيادة‭ ‬والحكومة‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬كل‭ ‬السبل‭ ‬أمامه‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬أوجّه‭ ‬تحية‭ ‬وتهنئة‭ ‬خاصة‭ ‬لكل‭ ‬صحافي،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وصحافتنا‭ ‬بكل‭ ‬خير،‭ ‬وإلى‭ ‬الأمام‭ ‬دائمًا‭.‬