فجر جديد

اتصال المواطن عبدالله محمد

| إبراهيم النهام

تلقيت‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬اتصالا‭ ‬كريما‭ ‬من‭ ‬الأخ‭ ‬عبدالله‭ ‬محمد،‭ ‬وهو‭ ‬مواطن‭ ‬محرقي‭ ‬أصيل‭ ‬من‭ ‬سكنة‭ ‬منطقة‭ ‬البسيتين،‭ ‬وبحار‭ ‬قدير،‭ ‬وممن‭ ‬يرتاد‭ ‬المجالس‭ ‬باستمرار،‭ ‬ويعتد‭ ‬برأيه،‭ ‬وموقفه،‭ ‬وصراحة‭ ‬كلمته‭.‬

عبدالله‭ ‬والذي‭ ‬التقيته‭ ‬بمحض‭ ‬المصادفة‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬إعدادي‭ ‬لتقرير‭ ‬صحافي‭ ‬حينها‭ ‬عن‭ ‬مشكلات‭ ‬بحارة‭ ‬البسيتين‭ ‬ومطالبهم‭ ‬كان‭ ‬منزعجا‭ ‬باتصاله‭ ‬من‭ ‬تنامي‭ ‬ظاهرة‭ ‬التلاعب‭ ‬بأسعار‭ ‬سلع‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬والغذائية،‭ ‬خصوصا‭ ‬بشهر‭ ‬الله‭ ‬الفضيل‭.‬

ويقول‭ ‬عبدالله‭ ‬وهو‭ ‬رب‭ ‬أسرة‭ ‬بأن‭ ‬التصاعد‭ ‬غير‭ ‬المفهوم‭ ‬بالأسعار،‭ ‬واختلافها‭ (‬الفج‭) ‬والمُستفز‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬لآخر،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬فجوة‭ ‬الرقابة‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬خلفها،‭ ‬أضحى‭ ‬كالكماشة‭ ‬الصدئة‭ ‬التي‭ ‬تخنق‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬خنقا،‭ ‬ولا‭ ‬تترك‭ ‬له‭ ‬مجالا‭ ‬للتنفس،‭ ‬أو‭ ‬لإدارة‭ ‬مصروف‭ ‬الأسرة،‭ ‬المحدود‭ ‬أصلا‭.‬

هذا‭ ‬الحديث‭ ‬المُر،‭ ‬يقودنا‭ ‬الى‭ ‬عدم‭ ‬مبالاة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التجار،‭ ‬ومنهم‭ ‬الآسيويين‭ ‬أصحاب‭ ‬البقالات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬لا‭ ‬بقوانين‭ ‬البلد،‭ ‬ولا‭ ‬بقوائم‭ ‬الأسعار‭ ‬المحددة‭ ‬رسميا‭ ‬قيد‭ ‬“إنش”‭.‬

وما‭ ‬بين‭ ‬حديثه،‭ ‬وحديث‭ ‬المواطنين‭ ‬اليومي،‭ ‬وتذمرهم،‭ ‬يظل‭ ‬الصوت‭ ‬غائبا‭ ‬وغير‭ ‬مسموع،‭ ‬وكأن‭ ‬هنالك‭ ‬قطع‭ ‬من‭ ‬الفلين‭ ‬الجاف،‭ ‬حشرت‭ ‬حشرا‭ ‬في‭ ‬آذان‭ ‬المسؤولين‭ ‬المعنيين‭ ‬بهذا‭ ‬الملف‭ ‬لأسباب‭ ‬عدد‭ ‬بها‭ ‬ولا‭ ‬حرج‭.‬

يجب‭ ‬النظر‭ ‬جديا‭ ‬وفورا‭ ‬في‭ ‬ملف‭ (‬التلاعب‭ ‬بأسعار‭ ‬سلع‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬والغذائية‭) ‬ومعاقبة‭ ‬مرتكبيها‭ ‬وجعلهم‭ ‬عبرة‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يعتبر؛‭ ‬لأن‭ ‬بها‭ ‬سرقة‭ ‬لأموال‭ ‬الناس،‭ ‬وقرصنة،‭ ‬واستغلال‭ ‬للانفتاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬الدولة،‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬النهوض‭ ‬بالمواطن،‭ ‬وبتحسين‭ ‬معيشته‭.‬