جولة جديدة من الحرب الأميركية الصينية

| بدور عدنان

مجدداً‭ ‬عادت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬لاتهام‭ ‬الصين‭ ‬بالتسبب‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬صرح‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بأن‭ ‬واشنطن‭ ‬ستقدم‭ ‬تقريرا‭ ‬استخباراتيا‭ ‬مشفوعا‭ ‬بأدلة‭ ‬دامغة‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬مصدر‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المنتشر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يعود‭ ‬لمختبرات‭ ‬فيروسية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ووهان‭ ‬الصينية‭.‬

فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأكيدات‭ ‬الصين‭ ‬بأن‭ ‬الفيروس‭ ‬لم‭ ‬يتسرب‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مختبر‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬حيواني‭ ‬الأصل‭ ‬يعود‭ ‬مصدره‭ ‬لسوق‭ ‬الحيوان‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ووهان،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬كشفت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكشف‭ ‬المجهري‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬الفيروس‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مصنعا،‭ ‬تصر‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬تكذيب‭ ‬بكين‭ ‬وقامت‭ ‬بقطع‭ ‬مساعداتها‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬واتهمتها‭ ‬بانحيازها‭ ‬لبكين‭ ‬عقاباً‭ ‬على‭ ‬تأكيدها‭ ‬الرواية‭ ‬الصينية‭.‬

تعزو‭ ‬الصين‭ ‬إصرار‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬على‭ ‬اتهامها‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬السبب‭ ‬الأهم‭ ‬الحرب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المستعرة‭ ‬بين‭ ‬الدولتين،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬أن‭ ‬تفوت‭ ‬واشنطن‭ ‬فرصة‭ ‬كهذه‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تستغلها‭ ‬في‭ ‬إحراج‭ ‬الصين‭ ‬ومحاولة‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬جديدة‭ ‬عليها‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الضرائب‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬الصين‭ ‬كشكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬العقوبات‭ ‬تجاه‭ ‬دور‭ ‬الصين‭ ‬وتسببها‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬الوباء‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الذي‭ ‬سيخوض‭ ‬غمار‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬يواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬تجاه‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بانتهاجها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬عن‭ ‬احتواء‭ ‬الوباء‭ ‬حيث‭ ‬تتصدر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين‭ ‬والوفيات،‭ ‬وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬شعبيته‭ ‬لدى‭ ‬الأوساط‭ ‬الأميركية‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬المتسبب‭ ‬بالوباء‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬يعتبر‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭.‬

الكر‭ ‬والفر‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬ليس‭ ‬جديدا‭ ‬حيث‭ ‬تنتهز‭ ‬واشنطن‭ ‬أية‭ ‬فرصة‭ ‬لمحاولة‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬بكين،‭ ‬لكن‭ ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجولة‭ ‬من‭ ‬المناوشات‭ ‬الصينية‭ ‬الأميركية‭ ‬أن‭ ‬المآرب‭ ‬والأهداف‭ ‬السياسية‭ ‬أسمى‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتي‭ ‬باتت‭ ‬اليوم‭ ‬أداة‭ ‬يزج‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬الخلاف‭ ‬وعذرا‭ ‬لتصفية‭ ‬حسابات‭ ‬الكبار‭.‬