سوالف

السجون الإيرانية تحرم البشر من الكتاب والقراءة

| أسامة الماجد

إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الثقافة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومعاناة‭ ‬الكتاب‭ ‬والأدباء‭ ‬والإيرانيين‭ ‬“الشرفاء”‭ ‬حديث‭ ‬ذو‭ ‬شجون،‭ ‬فمراجعة‭ ‬دقيقة‭ ‬لمسيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬الإيرانية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬نظام‭ ‬الخميني‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬تبين‭ ‬لنا‭ ‬مدى‭ ‬القمع‭ ‬والمضايقات‭- ‬والزج‭ ‬في‭ ‬السجون‭ - ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬الإيرانيون‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬شعلة‭ ‬الكلمة‭ ‬الحرة،‭ ‬مثل‭ ‬الناشطة‭ ‬الحقوقية‭ ‬الإيرانية‭ ‬نرجس‭ ‬محمدي‭ ‬التي‭ ‬عاقبها‭ ‬القضاء‭ ‬الإيراني‭ ‬بالسجن‭ ‬16‭ ‬عاما،‭ ‬وقد‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬مسربة‭ ‬من‭ ‬معتقل‭ ‬“زنجان”‭ ‬نشرت‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬أن‭ ‬“السلطات‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬لها‭ ‬بالحصول‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬كتاب‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬محبسها،‭ ‬وأضافت‭.. ‬هدية‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬كانت‭ ‬مرافقة‭ ‬الضحايا‭ ‬اللواتي‭ ‬أوصل‭ ‬مصيرهن‭ ‬الألم‭ ‬إلى‭ ‬عظامها‭ ‬بعدما‭ ‬عرفت‭ ‬أن‭ ‬منهن‭ ‬من‭ ‬سرقت‭ ‬مقرمشات‭ ‬لإطعام‭ ‬طفل‭ ‬جائع‭ ‬ومن‭ ‬لجأت‭ ‬لبيع‭ ‬جسدها‭ ‬نظير‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مأوى‭ ‬وعدم‭ ‬المبيت‭ ‬بالشارع،‭ ‬ووصفت‭ ‬ظروف‭ ‬الضحايا‭ ‬في‭ ‬معتقل‭ ‬زنجان‭ ‬بالكارثية،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬جهودها‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬والحرية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أفقدتها‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬ممتلكاتها،‭ ‬وحرمتها‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬ولديها‭ ‬وسماع‭ ‬صوتهما‭ ‬الطفولي‭. ‬والتهمة‭ ‬الموجهة‭ ‬لها‭ ‬الدعاية‭ ‬ضد‭ ‬النظام،‭ ‬وتشكيل‭ ‬حملة‭ ‬لإلغاء‭ ‬عقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬تدريجيا،‭ ‬والاجتماع‭ ‬والتواطؤ‭ ‬لارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬ضد‭ ‬أمن‭ ‬إيران”‭.‬

في‭ ‬مجلة‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأدبي‭ ‬السورية‭ ‬العدد‭ ‬647‭ ‬موضوع‭ ‬بعنوان‭ ‬“الإنجازات‭ ‬الثقافية‭ ‬للثورة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬إيران”،‭ ‬حيث‭ ‬يتحدث‭ ‬أحد‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬وأن‭ ‬مسألة‭ ‬حرية‭ ‬المطبوعات‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الثورة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬لها‭ ‬أثرا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحريات‭ ‬العامة،‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬هذا‭ ‬الغبي‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬بأكمله‭ ‬يشاهد‭ ‬الواقع‭ ‬المخيف‭ ‬الذي‭ ‬يفرضه‭ ‬الملالي‭ ‬على‭ ‬الأدباء‭ ‬والمفكرين‭ ‬والنشطاء‭ ‬السياسيين‭ ‬الذين‭ ‬يقبعون‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬دون‭ ‬محاكمات،‭ ‬وكثيرة‭ ‬هي‭ ‬الحكايات‭ ‬المريرة‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬الشرارات‭ ‬المنثورة‭ ‬على‭ ‬جسد‭ ‬أولئك‭ ‬الناس‭ ‬وقطع‭ ‬ألسنتهم،‭ ‬والصواعق‭ ‬المنطلقة‭ ‬من‭ ‬جحور‭ ‬الملالي‭ ‬والرصاصات‭ ‬الساخنة‭ ‬والتعذيب،‭ ‬كما‭ ‬فعلوا‭ ‬في‭ ‬الكاتب‭ ‬يوسف‭ ‬عزيزي‭ ‬الفائز‭ ‬بجائزة‭ ‬ابن‭ ‬بطوطة‭ ‬الأدبية‭ ‬بعد‭ ‬نشره‭ ‬كتابا‭ ‬يفضح‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تعذيب‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الملالي،‭ ‬وغيره‭ ‬كثر‭.‬