تحيــة لرجــال الصحافــة والإعــلام في يوم الصحافة البحرينية

| عبدالنبي الشعلة

تحتفل‭ ‬البحرين‭ ‬غدًا‭ ‬بيوم‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تتردد‭ ‬فيه‭ ‬أصداء‭ ‬الرسالتين‭ ‬الساميتين‭ ‬اللتين‭ ‬وجههما‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬للعالم‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬حفظهما‭ ‬الله‭ ‬ورعاهما،‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بـ‭ ‬“اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة”‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭  ‬“الصحافة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬محاباة”‭.‬

ولقد‭ ‬جاءت‭ ‬هاتان‭ ‬الرسالتان‭ ‬لتحملا‭ ‬بين‭ ‬طياتهما‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدلالات‭ ‬والمضامين‭ ‬في‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬ألمّ‭ ‬بالإنسانية‭ ‬جمعاء‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬وخوف‭ ‬وقلق‭ ‬نتيجة‭ ‬لتفشي‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وما‭ ‬يقتضيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬استنفار‭ ‬لدور‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬ولاستنهاض‭ ‬الوعي‭ ‬والحس‭ ‬الوطني‭ ‬لخطورة‭ ‬وفداحة‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬القاتل،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬احتفال‭ ‬البحرين‭ ‬بيوم‭ ‬صحافتها‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬يكتسب‭ ‬زهوًا‭ ‬ألمع‭ ‬وبعدًا‭ ‬أعمق‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تألقت‭ ‬وحظيت‭ ‬بالإشادة‭ ‬والثناء‭ ‬والتقدير‭ ‬لنجاحها‭ ‬في‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بدورها‭ ‬وواجبها‭ ‬الوطني‭ ‬وتسخيرها‭ ‬لكل‭ ‬طاقاتها‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬واستجابتها‭ ‬السريعة‭ ‬الإيجابية‭ ‬لحالة‭ ‬الشفافية‭ ‬التي‭ ‬وفرتها‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سرعة‭ ‬وانتظام‭ ‬توفير‭ ‬المعلومات‭ ‬والبيانات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بانتشار‭ ‬الوباء،‭ ‬فكان‭ ‬لصحافتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬الدور‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التوعية‭ ‬المجتمعية‭ ‬اللازمة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬بدورها‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الانجازات‭ ‬والنجاحات‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الدولة‭ ‬لهذا‭ ‬الوباء،‭ ‬والذي‭ ‬استحق‭ ‬إشادة‭ ‬وتقدير‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬ظلت‭ ‬وفية‭ ‬لرسالتها،‭ ‬وأخذت‭ ‬تستمد‭ ‬تراث‭ ‬وقيم‭ ‬الموضوعية‭ ‬والمسؤولية‭ ‬المهنية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬والواجب‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬جذورها‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وترتكز‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬صلبة‭ ‬راسخة‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬أرساها‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬المؤسسين،‭ ‬والذي‭ ‬مكنها‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬دورها‭ ‬“من‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬محاباة”‭ ‬وبأقل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬وفي‭ ‬أصعب‭ ‬الظروف،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والرعاية‭ ‬والمساندة،‭ ‬ووفر‭ ‬لها‭ ‬المناخ‭ ‬الملائم‭ ‬وكل‭ ‬الفرص‭ ‬والامكانيات‭ ‬التي‭ ‬مكنتها‭ ‬من‭ ‬المساهمة‭ ‬الفاعلة‭ ‬وبإخلاص‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬وصيانة‭ ‬مكتسباته‭ ‬الحضارية‭ ‬والتنموية‭ ‬وتعزيز‭ ‬اللحمة‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬وروح‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعددية‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وحرية‭ ‬المعتقد،‭ ‬بنهج‭ ‬ديمقراطي‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬مساحة‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬وفي‭ ‬رحاب‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدستورية‭.‬

‭  ‬إن‭ ‬تخصيص‭ ‬يوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬للاحتفال‭ ‬بـ‭ ‬“يوم‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية”‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬احتفال‭ ‬العالم‭ ‬بـ‭ ‬“اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة”‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوجيه‭ ‬صار‭ ‬مدعومًا‭ ‬بإطلاق‭ ‬“جائزة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬للصحافة”‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬منحها‭ ‬سنويًا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الاحتفال،‭ ‬وإن‭ ‬هاتين‭ ‬المبادرتين‭ ‬الرمزيتين‭ ‬تهدفان‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬الدولة‭ ‬والتزامها‭ ‬بحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬ودعمها‭ ‬وتقدير‭ ‬وتكريم‭ ‬رجالها‭ ‬وأقلامها،‭ ‬فتحية‭ ‬لهم‭ ‬جميعًا‭ ‬وهنيئًا‭ ‬لصحافة‭ ‬البحرين‭ ‬وألف‭ ‬مبروك‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الاحتفال‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بها‭.‬